الملك عبدالله والامير محمد بن سلمان .. تحالف عزم ورؤية مستقبلية هادفة
د. محمد حيدر محيلان
12-08-2025 03:32 PM
تنطلق هذه الزيارة الملكية من تنسيق المواقف لدعم فلسطين، إلى شراكات التنمية المستدامة… الأردن والسعودية يرسمان ملامح الغد العربي.
حيث تختنق الحياة في غزة ويتساقط الشهداء، صحافيون ومدنيون عُزْل ، يظل صوت الحق العربي يعلو من عواصم الوفاء، حاملاً قضية فلسطين في القلب والوجدان ، يسافر جلالة الملك عبدالله كديدنه ، حاملاً الهم الفلسطيني، والمجاعة المميتة في غزة ، وحل الدولتين في ضميره ووجدانه، في هذا السياق المشتعل، تجيء زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى المملكة العربية السعودية، ولقاؤه بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في قصر نيوم، لتؤكد وحدة الموقف الأردني–السعودي بقيادة جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته العادلة، وتنسيق الجهود السياسية والإغاثية على المستويين الإقليمي والدولي.
الأردن والسعودية يجمعهما إدراك مشترك بأن أمن المنطقة واستقرارها يبدآن من إنهاء معاناة غزة وحماية الحقوق الفلسطينية. فقد تحرك البلدان، بقيادة الملك عبد الله الثاني والملك سلمان بن عبد العزيز، في المحافل الدولية لحشد الدعم الإنساني والسياسي، وتوفير المساعدات الإغاثية، والضغط لوقف الانتهاكات بحق المدنيين. هذا التنسيق السياسي يترجم إرادة واضحة بأن القضية الفلسطينية تظل أولوية عربية لا تقبل التهميش.
الزيارة الملكية تنعطف أيضاً لما بعد حدود السياسة؛ فمكان اللقاء، نيوم، وهذا يحمل بعدًا اقتصاديًا واستراتيجيًا يوازي في أهميته الجانب السياسي. ان ”نيوم” ليست مجرد مدينة عصرية، بل مشروع وطني–إقليمي بمقياس عالمي، ورمز لـ رؤية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان لتحويل السعودية إلى مركز عالمي للاستثمار والابتكار والطاقة النظيفة. وبالنسبة للأردن، فإن الانفتاح على “نيوم” يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز دوره كممر لوجستي وتجاري، وربط موانئ العقبة بالممرات البحرية والبرية العملاقة، والانخراط في سلاسل التوريد الخاصة بالمشاريع الضخمة، من البنية التحتية إلى الخدمات الذكية.
هذا البعد الاقتصادي يتكامل مع إرث الدعم السعودي للأردن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي ظلّ على الدوام سندًا قويًا للمملكة في الأزمات الاقتصادية، وداعمًا لمواقفها السياسية، وشريكًا في ملفات التنمية والاستقرار. يتجسد لقاء اليوم في الانفتاح على مشاريع تنموية مشتركة تعزز الاقتصاد وتخلق فرص العمل، خصوصًا للشباب الأردني المؤهل في مجالات الهندسة، والطاقة المتجددة، والتقنيات الحديثة.
وتلتقي رؤية 2030 السعودية مع خطط التحديث الاقتصادي الأردنية، ومع أهدافها الجوهرية: تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب، وبناء اقتصاد مستدام. التعاون في هذا الإطار يمكن أن يجعل من “نيوم” منصة لتطبيق الرؤيتين معًا، بما يخلق فرصًا استثمارية وتجارية عابرة للحدود، ويعزز قدرة البلدين على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
اليوم، من غزة إلى نيوم، ومن عمّان إلى الرياض، يتجدد جسر العزم والإرادة. زيارة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الامير الحسين الكريمة، ودفء الاستقبال السعودي وحفاوته من شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هما إعلان واضح بأن مستقبل المنطقة لن يُصنع إلا بالشراكات الحقيقية، والمشاريع الطموحة، والقيادات التي تدرك أن التنمية الشاملة المستدامة والأمن السياسي هما جناحا الاستقرار العربي وركيزته الأولى. نشيد ونعتز بعمق الاواصر بين البلدين الشقيقين، ونفخر بحكمة ورؤية القيادتين، ونتطلع لغدٍ أفضل ، ينعكس على مستقبل البلدين ولُحمة الشعبين الشقيقين الاردني والسعودي.