الأردن خط الدفاع الأول .. وأوهام الدولة الكبرى لن تمر
عثمان العبادي
14-08-2025 12:59 PM
تصريحٍ رئيس وزراء الكيان هو خطاب فجّ يعيد إنتاج أوهام استعمارية بالية بما يُسمى "الدولة الكبرى لإسرائيل"، وهي فكرة استيطانية توسعية لم ولن تجد لها موطئ قدم على أرض الواقع، فالتاريخ، والحق، والجغرافيا، ووعي الشعب وإرادته الحرة وتلاحمنا مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة تتصدى لهذا الطرح العدواني وندحضه جملة وتفصيلًا، ودائماً ما تقف المملكة الأردنية الهاشمية سدًا منيعًا في وجه المشاريع التوسعية الصهيونية منذ نشأتها، والأردن دولة ذات أهمية وعمق على الخريطة وهذا متأت من الفكر الذي أقيمت أسسه ودعمت روافع بناء دولتنا والتاريخ العريق، والهوية الراسخة ومعارك جيشنا العربي في اللطرون وباب الواد والقدس، وتضحياتنا المستمرة في الدفاع عن قضايا الأمة، ليبقى الأردن حارسًا أمينًا لكرامة الأمة، وعمقًا استراتيجيًا للقضية الفلسطينية.
لا يمكن لأي تصريح عدائي أو طموح استيطاني مريض أن يُضعف منعة الأردن ولا ينال من صلابته، فقد بنى هذا الوطن جيشًا محترفًا، وأجهزة أمنية واعية، ومجتمعًا متماسكًا حول قيادته الهاشمية، والتي حملت على الدوام راية الكرامة والمبادئ القومية والإنسانية، والفكر الذي قدمه نتنياهو وأتباعه في هذه الحكومة المتطرفة وأنصارها يراهن على القدرة والأستهداف للوصول الى تفتيت المجتمعات العربية من الداخل وضرب للمعنوية المجتمعية، مضافاً لما يمر به أقليمنا العربي من تحديات متنوعة والأزمات الدولية المتعددة أيضاً، ولكن هنا يغفلون عن جيلٍ أردنيٍّ لشبابنا الواعي، يقظ الضمير، متسلّح بالعلم والانتماء، يرفض أن يُختطف مستقبله على أيدي من استباحوا الأرض ويسعوا لصياغة تاريخ مزور ومبني على أكاذيب ومزاعم ليست سوى ضربة حظ لأنتصارات موهومة تعتمد على معتقدات مجتمعية عنصرية ومقيتة..
شبابنا الأردني اليوم لا تحرّكه العواطف فقط، بل يغذيه الوعي السياسي والوطني والتاريخي، ويؤمن أن فلسطين قضيته كما هي قضية كل إنسان حر يؤمن ويحترم حقوق الشعوب بالسلام والأمان، وأن الأردن خط الدفاع الأول عن الكرامة العربية.
وحدتنا الوطنية وعمق مفهومها والتي يتمتع بها الأردنيون والتلاحم الفريد بين الشعب والقيادة والجيش، هي الضمانة الكبرى لصدّ أي مشروع مشبوه، فكما واجه الأردنيون التحديات الاقتصادية وتحديات الأقليم وتبعاته بصبر وإرادة، فإنهم اليوم أكثر استعدادًا لمواجهة أية تهديدات تمس سيادتهم أو تمس الجغرافيا الأردنية، ولعلّ من أبرز عوامل الحصانة السياسية للأردن في وجه هذه المخططات، هو الدور الهاشمي التاريخي والثابت في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفض كل مشاريع التصفية التي تستهدفها، وبرهن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للعالم أجمع، بحكمته ورؤيته العميقة بمآلات المشهد الإقليمي، أنه صوت العقل والسيادة والحق في زمن التهديدات والضغوط، ولم يتوانَ جلالته يومًا التأكيد على الثوابت الأردنية تجاه القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفض كل محاولات فرض الأمر الواقع من قبل الإحتلال وكشف زيف مخططاته ومطامعه.
وفي وجه كل هذه التحديات والمطامع، يثبت الأردن دوماً أنه ليس ساحةً خلفية لأحد، ولا رقمًا هامشيًا في معادلات المنطقة، بل هو حجر أساس في توازنات الشرق الأوسط، وقلعة للصمود والمبادئ، وأوهام "إسرائيل الكبرى" ستظل حبرًا على ورق، لأن في هذه الأرض رجالًا يعرفون كيف يدافعون عنها، ودماء سالت من أجل ألا تُمسّ كرامتها.
أما نتنياهو ومن على شاكلته، فعليهم أن يقرأوا التاريخ جيدًا، ليدركوا أن من يراهن على تفوق القوة وحدها، دون حسابٍ لإرادة الشعوب، إنما يضع قدمه على طريق الخسارة المحتومة، والتي ستكون بأنتظارهم أفعالاً وشواهد يدونها التاريخ البطولي الأردني عبر محطات متعددة في كف يد غدرهم وكبح مزاعمهم المسمومة..
ما نكتبه ليس أبجديات لغوية بل هي حالة وطنية تتنفس مع الأردني وعمق أردنيته وعروبته وقوميته.
حمى الله الأردن وحمى شعبنا الوفي وقيادتنا الهاشمية الحكيمة.