قمة الاسكا: الحوار الروسي – الأمريكي على وقع الحرب الأوكرانية
مظفر عثمان ابداح
15-08-2025 05:17 PM
العالم يترقب القمة الأمريكية الروسية في الاسكا والذي يحمل في طياته العديد من الملفات، أهمها: ملف الحرب الروسية الأوكرانية، وتعتبر تلك القمة فرصة؛ لأنّ تلك الحرب هي الأخطر منذ حادثة الصواريخ الكوبية عام 1962 حيث مع بدء الحرب لاحت الحرب العالمية والتهديد باسنخدام الأسلحة النووية، حيث تكتسب تلك الحرب أهمية كبيرة حيث أصبحت اليوم غير محصورة بين الجانب الروسي والجانب الأوكراني بل إنها أصبحت نتيجتها جزءًا من النظام العالمي الجديد، وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبة بإنهاء الحرب، وقد أكد ذلك بلقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، يبدو أن ترامب يطمح لإنهاء الحرب بشتى الطرق حتى وإن كان ذلك على حساب أوكرانيا، وهذا ما يرفضه الجانب الأوروبي ويعتبر اللقاء مهمشًا للجانب الاوروبي، وطلب رئيس المجر فيكتور أوربان عقد قمة روسية أوروبية قبل اللقاء الروسي الأمريكي أو بعده.
جاءت تلك القمة بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال مدمرتين عسكريتين بالقرب من روسيا، وفي الوقت نفسه تحاول الإدارة الأمريكية الضغط على أوكرانيا للقبول بالتنازل للجانب الروسي، وقد هدد ترامب بقطع المساعدات عن أوكرانيا، وهي التي تتمتع بدعم أمريكي أوروبي كبير، لذلك تعي روسيا أنها تقاتل وحدها الغرب، لذلك فقد تتنازل روسيا عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها، لكنها لن تخرج من هذه الحرب بخُفيّ حُنين، أي لا بُد من تحقيق أهدافها من الحرب مع مناطق أوكرانيا، وذلك لأهداف جيوسياسية، ومن أهم الشروط التي ستفرضها على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية رفع العقوبات عن روسيا وبالتحديد التي فرضت بعد انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا في فبراير عام 2022.
روسيا أكدت أنها مستعدة لإنهاء العملية في أوكرانيا شرط أن تقبل أوكرانيا بشرطين، هما:
1- أن توافق أوكرانيا على الانسحاب من الأراضي التي ضمتها روسيا لها وهي ( دونيستك، لوغانسك، خيرسون، زابوريجيا ) مع الاعتراف بسيادة روسيا عليهم.
2- أن تتخلى أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
تلك الشروط التي ما زالت حتى اللحظة أوكرانيا ترفضها، لأنها تعتبر تلك الشروط إعلان استسلام لكن قد تقبل بها الولايات المتحدة في حال لم تستطع إقناع روسيا بوقف الحرب التي استنزفتها السنوات الماضية، لكن باعتقادي أن الطرفين في الوقت الراهن غير متنازلين عن شروطهما، لكن فقد يكون للولايات المتحدة رأي آخر وهذا ما سيتضح بالقمة الروسية الأوكرانية في قادم الأيام.