وهم إسرائيل الكبرى وخطره على الأمة العربية
عبدالله ابوعلي
15-08-2025 07:18 PM
في زمنٍ تتساقط فيه الأقنعة ويظهر فيه المحتلين إلى شعوب العالم على حقيقتهم ، خرج علينا بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ليعلن – بلا خجل – أنه في "مهمة تاريخية وروحية" لتحقيق ما يسميه بـ"إسرائيل الكبرى". تصريح لا يترك مجالاً للشك بأن أطماعه لا تتوقف عند حدود فلسطين المحتلة، بل تتجاوزها إلى قلب العالم العربي وفي مقدمة ذلك الأردن أرض التاريخ والكرامة التي لن تُمس.
إن ما يطرحه نتنياهو ليس مجرد وهم سياسي أو شعارات انتخابية بل هو مشروع استيطاني توسعي يهدد الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج.
إنه يتحدث وكأنه منفّذ لوصية روحانية حقيقية ، بينما في الحقيقة لا يحمل إلا إرثاً دموياً من الحروب والاحتلال والجرائم بحق الشعوب، أي روحانية تلك التي تُبنى على دماء الأطفال في غزة والضفة ؟ وأي مهمة تاريخية تُشرعن سرقة الأرض وتدمير البيوت وتهجير أصحاب الحق ؟
الأردن، الذي يقف على خط النار منذ عقود يعرف جيداً أن مثل هذه التصريحات ليست زلة لسان بل إعلان نوايا ورسالة تهديد مبطنة، لكن من يقرأ تاريخ الأردن يعلم أن هذا البلد لم يكن يوماً لقمة سائغة وتذكر الكرامة ام نذكرك نحن ؟
ظل الأردنيون جيشاً وشعباً سدّاً منيعاً أمام كل طامع.
على الدول العربية أن تدرك أن مشروع "إسرائيل الكبرى" ليس قضية فلسطينية فقط، بل هو خطر استراتيجي على كل شبر عربي.
إن الصمت على هذه الأطماع جريمة والتهاون معها خيانة للتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، المطلوب اليوم هو موقف عربي موحّد دبلوماسيًا وسياسيًا وإعلاميًا، يعرّي هذا المشروع أمام العالم ويكشف أن ما يطرحه نتنياهو ليس سوى نسخة جديدة من الاستعمار الذي لفظه التاريخ.
رسالة إلى نتنياهو: قد تُخيف كلماتك بعض الساسة، لكنك لن تُرهب أمة تعرف أن الحق لا يُسقطه الزمن وأن الأرض لا يملكها إلا أهلها، ستبقى الأردن وفلسطين وكل أرض عربية عصية على أحلامك المريضة ولتعلم أن من يزرع الاحتلال لن يحصد إلا المقاومة.