في مواصلة العربدة الإسرائيلية العدوانية
فيصل تايه
16-08-2025 11:32 AM
ليس بالامر الجديد على نتنياهو ومن معه من المتطرفين الصهاينة مواصلة تصريحاتة العدوانيه الاستفزازية خاصه ما هو متعلق برؤية إسرائيل الكبرى واطماعه التوسعية التي تمس سيادة الدول المجاورة ، ناهيك عما يدّعوه هذه الايام ب "إعادة احتلال قطاع غزة"، فهذا الأمر تحديداً كان قد طرح قبل أكثر من عام ، ولكنه يطرح اليوم مع بعض التعديلات في ظل الفشل الذريع الذي مُني به هو وحكومته الإجرامية المتطرفة .
لكن الأهم في ذلك سذاجة الزوبعة الإعلامية التي رافقت تلك التصريحات والبيانات وتواترها ، بين رفض وإدانة واستنكار ، وتقاشات للوضع والمآلات المتوقعة ، في تحليلات تصور بأن أجزاء غزة غير خاضعة للاحتلال وإنْ كان ذلك بشكل غير مباشر.
اننا وفي تحليل منطقي وحين متابعتنا فيما جاء ما بعد «اوسلو»، وإثر هذه الاتفاقية ، وحين كان القطاع كما والضفة الغربية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية ، فان الحكومة الإسرائيلية بقيت تتحكم بكل تفاصيل الحياة فيها، كما وانها وكلما شعرَت بأن هناك تحركات غير مقبولة لمصالحها حاصرتها، كما حدث في غزة المحاصرة منذ ما يقارب العشرين عاما، وكذلك مدن ومخيمات الضفة الغربية وبعد ما تسلمت السلطة الحكم فيها .
وأما حالياً في ظل العدوان القائم على أهالي غزة منذ (٢٢) شهراً، تشير المصادر العبرية إلى أن هناك "١٥% " فقط من مساحة قطاع غزة البالغ "٣٦٥ كيلومتر" غير محتلة من قبل الجيش الإسرائيلي المسلح ، ومع ذلك فإن التفكير بالعودة إلى ما قبل «اوسلو» وبشكل رسمي مُعلن، يعني تمرداً سافراً على اتفاق شهد به العالم كله وباركه، رغم أنه لا يلبي طموح الفلسطينيين بعودة كامل دولتهم الفلسطينية .
كل المجريات اليوم "في تصوري" لا تهيئ لإسرائيل فرصة إعادة الاحتلال وتحويل الشعب الفلسطيني إلى أقلية تحت حكمه، وأنه أمر لن يكون له بأي حال فرصة النجاح بشهادة حتى النُخب الداخليه الإسرائيلية ، لما سيتطلبه ذلك من كلفة مادية وبشرية ليست في صالحها ، لكن يبدو ان القصد من حركة تنياهو هو الضغط لإجبار حماس على تقديم كل التنازلات مقابل لا شيء ومنه إعادة الأسرى وتسليم السلاح .
اننا اليوم ننظر الى العالم الذي رعى وبارك الكثير من المفاوضات والاتفاقات ونطالبه بأن يكون له الموقف الحاسم من هذه العربدة الإسرائيلية، وإيقاف عملية إلغاء شعب ودولة بهذا التمادي في قضم الأراضي للفلسطينية.
كما وان المعوّلين على تحرك أمريكي لإيقاف هذا العبث، اليوم أو غداً، بوجود ترامب أو غيره، فإنهم إنما يعبثون بهذه القضية الإنسانية ، حتى مع اتفاق كل الدول في مجلس الأمن الدولي باستثناء امريكا، على طلب عقد جلسة لمجلس الأمن أو دعمت الطلب وهو ما جرى قبل يومين، تبقى الولايات المتحدة العائق الذي يتحدى العالم، وسبق أن كشفت مواقفها العديدة عن ذلك، حتى مع أسوأ ما يمر به الشعب الفلسطيني كانت واشنطن باستمرار ترفع الفيتو ضد إيقاف الاستهداف وحرب الإبادة.
وبالتزامن مع من يعول على أمريكا، هناك من ظهر مكشوف الإنسانية وهو يعيد كلام نتتياهو التبريري لنواياه بأن هدفه أن تكون غزة "مدنية سلمية" بلا حماس وبلا سلاح ، هؤلاء البعض تجاهلوا قول النتنياهو «وسيقام حكم مدني سلمي لا يتبع السلطة ولا حماس ولا أي جهة أخرى الا تحت امرته » على حد تعبيره ، ويبقى السؤال المطروح الآن ما هو شكل الحكم المدني السلمي المزعوم ؟ ومن هي السلطة التي يريدها "النتن ياهو" لتحكم غزه ؟ .