بغض النظر عن التبعات المالية والادارية واللوجستية التي ستتبع قرار اعادة العمل بخدمة العلم ، في ظل اقتصاد يئن، وموازنة يعتريها من العجز ما يعتريها، هذا الوضع الذي نفهمه جميعا، الا ان جميع هذه الحسابات تذوب عندما يكون الاطار الرئيس والسامي والنبيل لهذا القرار وهو العودة للأصل وهو غرس وطن بذهن الشباب من خلال منظومة متكاملة تعيد الروح الى مفهوم الخدمة الوطنية، تعيدها لأجيال اعتراها الغربة عن هذه المفاهيم لفترة، ولتستنهض همم وكرامة وطن اصبح التهديد لحدوده يذكر علانية وبوسائل الاعلام من رموز اسرائيل خصوصا يمينها المتطرف مدعوما بحلفائهم وعلى رأسهم ترامب.

ما نريده عبر هذا القرار هو اعادة تشكيل للشباب الاردني بدنيا وثقافيا وفكريا وتنمية روح الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الانضباط والصبر والعمل الجماعي عبر الانخراط في بيئة مؤسسة الجيش بما تمثله من قيم وطنية راسخة وتاريخ مشرف.

وكوننا نتكلم عن شباب وعن خدمة وطن، فإن هذه الفئة تقسم ضمنيا وتلقائيا الى ذكور وإناث، الذين سيصبحون لاحقا آباء وٱمهات والوطن بحاجة للذكور والاناث، وبحاجة للآباء والامهات على حد سواء ( ٱنظر حولك) فالانثى في سبيل الوطن لا تقل أهمية عن الذكر، لابل تزيد، الانثى التي ستصبح لاحقا ٱما وهي معنية مباشرة بتربية الاجيال ولها الدور الاساس بتربيتهم على حب اوطانهم والتضحية من أجله، وإقتراحي هنا ان يكون من ضمن تفاصيل هذا القرار برنامج مخفف ذو تفاصيل تراعي خصوصية الانثى وأن يكون تطوعي في البداية.

ان تمكين المرأة لهذه المفاهيم هو مثل تمكينها بمفاهيم ٱخرى تطالب بها صبحا ومساء ، بل هو الاولوية، وقد يؤتي ٱكلا ويختصر مسافات وجهودا مستقبلية ما كانت لو لم يتم اعتماد برنامج موازي للإناث سيحقق نتائجا قد تكون أعظم على المدى المتوسط والبعيد للأجيال القادمة في سبيل الوطن ، الوطن الذي يرعانا بقدر ما نرعاناه نحن جميعا.