facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتنياهو وإسرائيل الكبرى: حلم أم وهم؟


د. فارس مصطفى المجالي
17-08-2025 11:46 PM

يُروّج نتنياهو عبر خطاباته وسياساته لمشروع "إسرائيل الكبرى"، لكن ليس بالضرورة بالمعنى التقليدي القديم من الفرات إلى النيل، وإنما ضمن مفهوم جديد يقوم على الردع العسكري والهيمنة الاقتصادية والسياسية، مع القضاء على القضية الفلسطينية نهائيًا.

أولًا: إسرائيل الكبرى وفق رؤية نتنياهو

_في غزة: خنق الحياة، تدمير البنية التحتية، ودفع الفلسطينيين تدريجيًا نحو "الترحيل الطوعي".

_في الضفة الغربية: التوسع الاستيطاني وفرض واقع "يهودا والسامرة" كحقيقة لا رجعة عنها.

_مع دول الجوار: الاكتفاء بسلام بارد مع الأردن ومصر ومنطقة أمنية عازلة.

_مع بعض العرب: سلام مصالح يقوم على التعاون الأمني والاقتصادي.
بهذا المعنى، لا يسعى نتنياهو لإدخال دباباته إلى الدول العربية، بل يريد أن يجعلها تقبل بإسرائيل كقوة إقليمية عظمى، تفرض حضورها بلا احتلال مباشر.

ثانيًا: سياسة التخويف والتعويم:
ما يقوله نتنياهو لا يخلو من التعويم والتخويف واللعب بالعواطف داخليًا، لكسب الشارع الإسرائيلي وإطالة عمره السياسي. فحلم "إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل" شعار قديم، لكن الواقع يجعل تحقيقه مستحيلًا:
_إسرائيل لا تملك القوة البشرية للسيطرة على مساحات واسعة.
_اتساع الحدود يعني أعباءً أمنية مضاعفة وفتح جبهات لا قدرة على تحملها.
_المجتمع الدولي، رغم دعمه لإسرائيل، لن يسمح لها بتجاوز اتفاقيات السلام أو إشعال المنطقة بلا حساب.

ثالثًا: قيود على طموحات نتنياهو :
_اتفاقية وادي عربة مع الأردن ملزمة لإسرائيل ويصعب عليها القفز عنها.
_القدس لا يمكن العبث بها نهائيًا لوجود الوصاية الهاشمية التي تحظى بشرعية دولية.
_الموقف الدولي يوازن بين دعم إسرائيل ومنعها من تجاوز الخطوط الحمراء.

رابعًا: ما بعد بيريز
لا يمكن تجاهل مقولة شمعون بيريز بعد اتفاقية السلام، عندما قال:
"الآن نتوقف عن التوسع الأفقي، وننتبه للتوسع العمودي والسيطرة الاقتصادية".
هذه العبارة تلخص حقيقة الرؤية الإسرائيلية: النفوذ عبر الاقتصاد والتكنولوجيا والتحالفات، أكثر من السيطرة عبر الدبابة والجندي .

خلاصة القول :
نتنياهو يحاول صناعة وهم لإسرائيل الكبرى يخدم بقاءه السياسي ويبرر سياساته العدوانية، لكنه يواجه واقعًا يضع قيودًا حقيقية على طموحاته. الحلم لا يزال شعارًا، أما الإمكانية فمحدودة، وبينهما يواصل اللعب بالعقول، إسرائيليًا وعربيًا ودوليًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :