facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعاطي مختلف


د. حسن البراري
07-08-2011 04:30 AM



لم ينجح أي نظام عربي في مقاربة الربيع العربي على أساس أنه فرصة سياسية، ويمكن رصد طرق مختلفة في التعامل مع الشارع العربي، لكنها جميعها جاءت في إطار واحد: التهديد! أي أن قوى سياسية أو شبابية تسعى لتبوؤ سدة الحكم على حساب الحكام. لذلك لم نعد نستغرب توظيف مختلف أنواع الفزاعات وأهمها أن هناك قوى خارجية تدعم المتظاهرين بل وتدعم مندسين للتقتيل. الهدف هو البقاء السياسي للنخب الحاكمة وربما محاولة الاستمرار في نفس آليات الحكم والفساد والإفساد.

في إسرائيل الأمر مختلف بالرغم من ارتفاع عدد المتظاهرين والذي وصل إلى 150 ألف في تل أبيب. فلغاية اليوم لم يلجأ نتنياهو للقول بأن المتظاهرين إنما مدعومون من قبل قوى خارجية، وانصب النقاش العام في إسرائيل على قضية ارتفاع الأسعار وهل كان السبب سياسة الحكومات وكيفية المعالجة.

بطبيعة الحال لا يخلو الأمر من الانتهازية، فالانتهازية السياسية موجوده عند المعارضة وعند الحكومة، فهذه تسيبي ليفني رئيسة حزب كديما تلقي باللوم على نتنياهو وتقول بأنه ليس مهتما بمعالجة أصل وجوهر مشكلة ارتفاع الأسعار وأن كل همه الآن يتمحور حول تقليل أعداد المتظاهرين. غير أن نتنياهو يرى في المظاهرات فرصة سياسية ويميز بين المتظاهرين الذين لهم مطالب مشروعة على حد تعبيرة وبين قادة المظاهرات الذين لا هم لهم سوى تقويض موقعة توطئة لوراثته في الحكومة.

طبعا يعرف القاصي والداني بأن نتنياهو شخصيا ساهم في توسيع الهوة بين الغني والفقير منذ أن كان وزيرا للمالية في حكومة شارون، فهو يؤمن بالليبرالية الاقتصادية وقانون السوق واتبع سياسات مالية تتفق مع فلسفته الاقتصادية. لذلك يكتسب الهجوم عليه صدقية عند أطياف مختلفة في الشارع الإسرائيلي. ويدافع هو عن نفسه بأن سياسته الاقتصادية هي التي أفضت إلى نمو كبير مع اعترافه بأن هناك مشاكل تتعلق بتوزيع الثروة لا عدم وجودها.

وعلى نحو لافت يقول نتنياهو بأنه يتماهى مع مطالب المتظاهرين مع أنه لا يتماهى مع قادة المعارضة الذين يسعون للإطاحة به. وهنا يرى يوسي فيرتر من هآرتس بأن محاولة اسقاط نتنياهو تواجه مشكلتين: أولا، هناك استقرار في الائتلاف الحكومة بسبب وجود ليبرمان وحزبه كشركاء في الإئتلاف، وثانيا هو أن المدة الزمنية التي تفصل الإسرائيليين عن الانتخابات هي أقل من عام ونصف، وهي مدى غير كافية للمعارضة للاطاحة به وبنفس الوقت مدة كافية لنتنياهو لتحسين صورته في الشارع. استطلاعات الرأي تفيد بثبات شعبية الليكود الحاكم مقابل تراجع لحزب كديما المعارض لصالح الأحزاب اليسارية.

وللموضوعيه، نشير إلى أن مطالب المتظاهرين الإسرائيليين ركزت على العدالة الاجتماعية وعلى دولة الرفاه، هنا يختلف المتظاهرون الإسرائيليون عن العرب إذ أن أيا منهم لا يطالب باسقاط النظام، وربما هذا هو أحد الأسباب أن التعاطي مع المتظاهرين مختلف لأن السياق مختلف. لسنا هنا بصدد الدفاع عن الأنظمة العربية وإنما في سياق التحليل، فهذه أنظمة تشعر بأنها مهددة، وبعضهم يرى بأنهم يخوضون معركتهم الأهم إلا وهي معركة البقاء السياسي وبخاصة بعد أن شاهدوا بأم أعينهم كيف ان زعيم أكبر دولة عربية كان راقدا على «سرير العدالة» على حد تعبير صحيفة الأهرام.

hbarari@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :