خدمة العلم .. اعلان استراتيجي برؤية أمير عسكري
طارق الخرابشة
18-08-2025 11:51 AM
لم يكن اعلان سمو ولي العهد عن اعادة خدمة العلم خبراً عاديا، بل هو حدث أثبت فيه الأمير العسكري ان القيادة تحتاج لبعد نظر ، وان للوطن محطات مفصلية يجب ان يكون فيها قرارات مهمة يحافظ فيها على أمنه وسيادته وديمومته وهويته.
منذ اعلان الخبر، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الثناء والتقدير لسمو ولي العهد ، كيف لا وهو من تتلمذ على يد قائد فذ مقدام ، فكان ابن ابيه الذي عشق المؤسسة العسكرية ، وكان الداعم لها والمؤمن بأن رفاق السلاح هم اهم اولوياته ، فنضج الحسين على هذا الفكر حتى اصبح اليوم قائدا عسكريا يسير بخطى ثابته نحو الحفاظ على الاردن ومستقبل شبابه ، والنظر بعين ثاقبة لما هو قادم ، مؤمنا بأن الجيش هو مصنع للرجال ، وان هذا الوطن لن يذود عنه الا أبناءه المخلصين.
المراقب لواقع الحال ، لا يخفى عليه ان بعضا من جيل الشباب اليوم يحتاج الى بناء شخصيته وصقل مهاراته ، فلم نعد نرى ذلك الجيل المنضبط والواعي والمدرك للعديد من القضايا الوطنية ، فبدأنا نشهد ضحالة في الفكر ، ولامبالاة في السلوك ، وغياب للمخزون الفكري الوطني ، جيل لا يعرف الا القليل عن تاريخ وطنه، ولم يقرأ حرفا واحدا عن تضحيات من سبقونا ومن ساهموا ببناء الأردن ومؤسساته المدنية والعسكرية ، جيل لا يعلم حجم الدماء التي سالت من شهداء جيشنا العربي ، وعظم التضحيات التي قدمها الأردن لنصرة قضايا امته.
ولهذا كان اعلان اعادة خدمة العلم حدثا مهما ، وبتوقيت حساس يحتاج الاردن الى ان يكون ابناءه مسلحين بالعلم والمعرفة والمهارات ، فجاء هذا الاعلان ليبعث برسالة مفادها بان الشباب الاردني هم امل الاردن ومستقبلة ، عماد الوطن وحماته ، وسده المنيع امام كل المصاعب والتحديات ، فبانخراطهم في خدمة العلم سيعلموا جيداً معنى الانضباط والمسؤولية، وتزرع فيهم قيم الولاء والانتماء.
اعادة خدمة العلم في هذا التوقيت وفي ضل ما تشهده المنطقة من أحداث وتوترات ، وما نشهده أيضا من تحديات داخليه جاءت لتعبر عن رؤية تحمل في طياتها أبعادا متعددة تنعكس على على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لتمثل نهضة شاملة لجيل مطلوب منه اليوم ان يحافظ على الجبهة الداخلية تماما كما يحافظ على أمن الوطن من التهديدات الخارجية.
ما اشار اليه سمو ولي العهد بان خدمة العلم هي اساس مهم في ترسيخ هويتنا الوطنية وارتباط الشباب الاردني بارض الوطن هو رسالة مهمة لكافة المؤسسات لا سيما التعليمية بان يعملوا على اعداد النشئ وتثقيفهم من خلال بناء وتكوين فكرهم وربطه بالقيم الوطنية ، واهمية الدفاع عن الوطن وخدمته كل من موقعه ، وتحصين الشباب من أي أفكار هدامه مسمومه تحاول ان تحرف بوصلتهم عن وطنهم ،وابعادهم عن هويتهم الوطنية التي هي الأساس والركيزة الاساسية للحفاظ على الأردن القوي والمنيع.
ما نحتاجه بعد هذا القرار هو ترجمته لبرنامج نوعي يقدم فيه كل ما يحتاجه شبابنا من مهارات فكرية وجسدية ، برنامج بطابعة العسكري الا انه يجب ان يحمل طابعا يقوم على معالجة ما يعانيه الشباب من تحديات البطالة والمساهمة في تشجيع الشباب على التوجه نحو القطاعات المهنية والتقنية من خلال ادماج الشباب في فترة تدريبهم العكسري ببرامج نوعية متقدمة في هذه المجالات ، ومن هنا نبني جيل متسلح بالمهارات قادر على دخول سوق العمل ، جيل واع ومنضبط ، يعلم تماما ان الدفاع عن الوطن وحماية ابناءه شرف ومسؤولية ، يدرك تماما أن الانطواء تحت راية جيشه العربي هو فخر وكرامة ، برنامج يبنى فيه الفكر والعقل وتقوى بيه سواعد النشامى لتحمل البندقية دفاعا عن ثرى هذا الوطن الغالي.
رسالتنا كشباب اليوم الى أميرنا الشاب باننا ننظر اليك بعين الفخر ، تصنع مستقبلا لشباب الوطن لتمضي سندا وعونا لقائد المسيرة ، تسير على يمينه ويحدونا الأمل بان الأردن سيمضي دوما بعزيمة الهاشميين وباصرار ابناءه الشرفاء بان يبقى الأردن حرا منيعا ، قويا عزيزا ، نحافظ فيه على ارث الآباء والاجداد ، ندافع عنه بالمهج والأرواج ، وعين الله ترعاه ، وسواعد جيشنا العربي واجهزتنا الامنية تحميه.
فمن منا لا يفخر بالجيش وقد تربينا على عشقه وعشق الفوتيك والبوريه.