خدمة العلم .. استثمار في وعي الشباب وصلابة الوطن
صالح الشرّاب العبادي
18-08-2025 12:17 PM
في زمنٍ تتسارع فيه التحديات وتشتد العواصف من حولنا، جاء قرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله، بإعادة تفعيل خدمة العلم كخطوة تحمل بُعدًا وطنيًا واستراتيجيًا عميقًا، يعيد للشباب الأردني صلابته وللوطن عافيته.
لقد عُرف الأردن دائمًا بصلابة أبنائه ووعي شبابه، غير أن الظروف الراهنة في الإقليم، بما تحمله من أزمات متلاحقة وتشابك في الملفات، تفرض علينا إعادة الاستثمار في طاقات الشباب، ليس فقط عبر التعليم والعمل، بل أيضًا عبر بناء الانضباط والوعي الجمعي ، وهنا تبرز خدمة العلم باعتبارها مدرسةً وطنية شاملة، لا تقل أهمية عن الجامعات أو مواقع العمل.
أبعاد وطنية واستراتيجية
قرار إعادة تفعيل خدمة العلم يحمل في طياته أبعادًا عدة، أبرزها:
1. تعزيز الهوية الوطنية: فالشاب الأردني يجد نفسه جزءًا من مشروع وطني جامع، بعيدًا عن الفردية أو الانغلاق.
2. بناء الانضباط والمسؤولية: الخدمة العسكرية والمدنية تزرع في الشباب قيم الالتزام والنظام وروح الفريق.
3. تأهيل الشباب للمستقبل: البرامج التدريبية المصاحبة تمنحهم مهارات عملية تزيد من فرصهم في سوق العمل.
4. الاستعداد لمواجهة التحديات: فالأردن في قلب منطقة مضطربة، ويحتاج إلى جيل واعٍ قادر على الدفاع عن أمنه واستقراره.
خطوة بالاتجاه الصحيح
هذه الخطوة تعبّر عن رؤية استراتيجية تؤكد أن الأردن يضع شبابه في مقدمة أولوياته، ويعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس المشاركة والمسؤولية المشتركة. إنها ليست مجرد قرار تنظيمي، بل رسالة بأن الوطن سيبقى قويًا بأبنائه، راسخًا بعزيمتهم، ومحصنًا بوعيهم ، فنحن أمام بيئة إقليمية متغيرة، وضغوطٍ اقتصادية واجتماعية متزايدة، ما يجعل من خدمة العلم وسيلة لإعادة إنتاج جيلٍ قادرٍ على حمل الراية، ومواصلة مسيرة الدولة بثبات.
إعادة تفعيل خدمة العلم هي مشروع وطني يعيد الاعتبار لقيمة الانتماء العملي، ويُرسّخ فكرة أن خدمة الوطن ليست شعارًا يُرفع، بل سلوكٌ يُترجم في الميدان. إنها دعوة لجيلٍ جديد يؤمن بأن مستقبل الأردن يصنعه شبابه، وأن بناء الدولة لا يكتمل إلا بوعيهم وصلابتهم.