عمون - إيمان أبو قاعود - رغم انحسار زمن الرسائل الورقية المضمخة بالشوق والمحفوظة داخل أظرف مزدانة بطوابع تحمل رموزاً وطنية وتاريخية، ما زال هواة الطوابع والعملات في الأردن متمسكين بإرث يوثق الذاكرة الجماعية ويروي حكايات الشعوب والأمم. هؤلاء الهواة يجمعهم الشغف بالحفاظ على تلك الكنوز الصغيرة، التي تجاوزت قيمتها المادية لتغدو وثائق بصرية توثق اللحظة والمناسبة والانتماء.

وفي هذا السياق، تنشط جمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية منذ سنوات في تنظيم معارض دورية، تجمع محبي الطوابع والمقتنيات الفريدة من شتى أنحاء العالم. ويأتي المعرض الدولي السابع للطوابع والعملات هذا العام تحت شعار "الأردن أرض العزم"، ليحمل في طياته اعتزازاً بالهوية الوطنية، واحتفاءً بإنجازات الوطن، ووفاءً لذاكرة الأجيال التي عاصرت تلك الرموز الصغيرة.

في لقاء خاص مع عمون، تحدث جليل طنوس، رئيس الجمعية ومنسق المعرض، قائلاً: "جاءت فكرة إقامة المعارض بعد سلسلة من النقاشات بين أعضاء الجمعية، بهدف فتح المجال أمام تبادل الطوابع بين الهواة محلياً ودولياً. فكان المعرض الأول عام 2016، تزامناً مع الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى".

وأضاف طنوس: "نظمت الجمعية منذ ذلك الحين سبعة معارض دولية، حمل كل منها اسماً يليق بالمناسبة الوطنية التي يتزامن معها. ففي العام الماضي، جاء المعرض احتفالاً باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، على العرش، أما هذا العام فاخترنا شعار "الأردن أرض العزم" ليعبر عن اعتزازنا العميق بهويتنا وإنجازات وطننا".

وحول حجم المشاركة، أوضح طنوس أن الجمعية تسعى سنوياً إلى توسيع قاعدة المشاركين محلياً ودولياً. ويشهد معرض هذا العام مشاركة تسعة عارضين جدد من دول مختلفة، من بينها: الولايات المتحدة، وتركيا، والهند، والسعودية، وليبيا، وكندا، وسوريا، واليمن، والجزائر، إضافة إلى الأردن.

ولفت طنوس إلى أهمية الطابع البريدي، واصفاً إياه بـ"أصغر وثيقة رسمية في العالم"، موضحاً أن الطابع لا يوثق الحدث فقط، بل يحمل اسمه ويخلده، سواء كان الحدث سياسياً أو اجتماعياً أو رياضياً أو ثقافياً. وما زالت الطوابع تباع عبر البريد الأردني حتى اليوم.

وأشار إلى أن أعضاء الجمعية، وعلى رأسهم المؤسسون، يحملون شغفاً متجدداً بالحفاظ على الطوابع والعملات، بوصفها جزءاً من الإرث الوطني والذاكرة الجماعية، مؤكداً أن هذا الشغف يورث للأجيال القادمة. وتشارك الجمعية في المعارض المحلية والدولية، وتصدر كتباً وأبحاثاً متخصصة في هذا الشأن، وقد حصدت جوائز مرموقة في محافل متعددة.

يذكر أن جمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية تأسست عام 1979 تحت اسم "نادي هواة الطوابع الأردني"، وتحظى برعاية فخرية من صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية الحسين منذ عام 2013، وهو العام الذي تحول فيه النادي ليصبح جمعية. وتهدف الجمعية إلى توثيق أواصر التعاون بين الهواة داخل الأردن وخارجه، وتعزيز الوعي بأهمية الطوابع والعملات، إلى جانب تنظيم المعارض، والندوات، والمزادات، والمشاركة في الفعاليات المتخصصة، سعيًا لرفع مكانة الطوابع والعملات الأردنية محلياً ودولياً.