facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحويل الأردن إلى جبهة مواجهة يهدد أمن إسرائيل اولاً


د. محمد حيدر محيلان
19-08-2025 01:14 PM

الأردن ليس ساحة مشاعًا ولا ورقة يعبث بها الطامعون، بل درعٌ من نار وأرضٌ تلتهب في وجه من يتجرأ على الاقتراب من حدوده. ومن يحاول العبث باستقراره ويحوله الى جبهة مواجهة حارقة، يفتح على نفسه كابوسًا من القلق والدمار.

تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة ليست سوى انعكاس لفكر مأزوم يعيش على المراوغة وتصدير الأزمات. فإسرائيل اليوم ليست في موقع القوة، بل في قلب عاصفة سياسية وأمنية تهزّ أركانها من الداخل والخارج. في الداخل، يواجه نتنياهو انقسامًا غير مسبوق، ومعارضة واسعة تطالب برحيله بعد فشله في إدارة حرب غزة وتعثره في ملف الأسرى وعجزه عن تقديم رؤية سياسية تقنع الشارع الإسرائيلي. أما في الخارج، فقد اعترفت أكثر من 146 دولة بالدولة الفلسطينية، واتسعت دائرة الغضب العالمي ضد جرائم الاحتلال، مما جعل صورة إسرائيل أكثر هشاشة وأفقد نتنياهو القدرة على تسويق نفسه كزعيم قوي.

أمام هذه الضغوط اختار نتنياهو سياسة الهروب إلى الأمام، فلوّح بتهديد الأردن في محاولة يائسة لإقناع الداخل الإسرائيلي بامتلاكه زمام المبادرة. لكنه يغفل أن الأردن ليس منفذًا للهروب، بل صخرة صلبة تتحطم عليها أوهام المعتدين. فالدولة الأردنية ذات سيادة راسخة، وجيشها العقائدي أثبت حضوره في معركة الكرامة، وشعبها الموحّد يقف خلف قيادته، يتربص بالعدو ويستعد للنفير دفاعًا عن فلسطين والأقصى.

الأردن أيضًا يمتلك شبكة علاقات دولية متوازنة تجعله ركيزة أساسية في استقرار المنطقة. ومن يظن أن تهديده سيمنحه مكسبًا سياسيًا، إنما يفتح على نفسه جبهة طويلة ونارًا لا قِبل له بها. فأمن الأردن هو أمن الخليج والشام، وهو صمام الأمان للمنطقة العربية الوسطى، وحائط صد تاريخي في وجه العدوان. وأي محاولة لزعزعة استقراره ستُقابل بردة فعل عربية وإقليمية واسعة تدرك أن سقوط الأردن – لا قدّر الله – تهديد مباشر لوجودها ومصالحها.

إن نتنياهو يخطئ إذا ظن أن تهديد الأردن سيغطي على إخفاقاته؛ فمثل هذه التصريحات تكشف ضعفه وتفضح مأزقه الداخلي. والأردن بما يمتلكه من قوة عسكرية وعقيدة وطنية وتماسك شعبي قادر على تحويل أي مغامرة إسرائيلية إلى هزيمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال.

ولعل إعلان ولي العهد عودة خدمة العلم يأتي في هذا السياق، استثمارًا في طاقات الشباب وتعزيزًا لعنفوان الرجولة الأردنية، ليكونوا رديفًا للقوات المسلحة، وزيادة في قوة الردع والتحوّط لأي تهديدات. كما أن الأردن لم يتوقف عن السعي لإحياء التلاحم العربي والتحالفات الدفاعية المشتركة، ليبقى صوته مدويًا في وجه العدوان.

لتبقى الرسالة واضحة وجلية للجميع : ان الأردن خط أحمر، وإن يتجرأ نتنياهو او غيره على استفزازه واستنفار اهله النشامى ،يوقظ الكابوس الذي يقلق ويهدد امن إسرائيل اولاً ، ويقض مضاجع ابنائها وجيشها وقيادتها المتهورة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :