على مدار أربعين عامًا من العمل في كبريات الشركات السعودية والعالمية، في مناصب قيادية وقطاعات متعددة، جمعتُ من التجارب والخبرات ما يكفي لأن يكون أساسًا متينًا لخطط تنموية حقيقية. تعلمت الكثير، وعلّمت الكثير، وكنت شاهدًا على دول بدأت من بدايات بسيطة ثم انتقلت بخطوات واثقة إلى مواقع متقدمة على خارطة الاستثمار والسياحة العالمية.

ومع كل ذلك، لم يكن هدفي يومًا شخصيًا ولا بحثًا عن مكسب ذاتي. بل كان دافعي الأول والأخير هو رغبتي الصادقة في أن أنقل ما تعلمته وعشته إلى المكان الذي أحبه كثيرًا، والذي نشأت وترعرعت فيه.

لهذا كتبتُ عدة مقالات حملت أفكارًا عملية وحلولًا مدروسة، ليست تنظيرًا ولا خيالًا، بل خلاصة مسيرة طويلة في مواقع صنع القرار. لكن ما أثر في نفسي أن هذه المقالات لم تصل الى الهدف المرجو بعد.

أنا لا أكتب لنفسي، ولا أسعى إلى جاه . أكتب لأنني مؤمن أن الأردن يستحق الأفضل دائمًا. أكتب لأنني أرى كيف تتقدم دول أخرى كانت يومًا أقل إمكانيات، وكيف استطاعت أن تُحسن استغلال مواردها وتستثمر في خبراتها الوطنية.

رسالتي إلى صانع القرار: خذوا ما أكتبه على محمل الجد، ليس لأنني صاحبه، بل لأنه صادر عن خبرة عملية طويلة وغيرة وطنية صادقة. إنني لا أطلب شيئًا سوى أن ترى أفكاري النور على أرض الواقع، وأن ينهض وطني الأردن كما يليق به ويستحق.

ويبقى السؤال الذي يشغل خاطري: هل أستمر في نقل أفكاري وخبراتي عبر كلماتي، علّها يومًا ما تجد طريقها إلى المبتغى، ويُكتب لها أن تتحول إلى واقع؟

وللحديث بقية..

farramazen@hotmail.com