facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليسار الوطني الأردني


المحامي الدكتور هيثم عريفج
24-08-2025 06:28 PM

في زمن تتعدد فيه التحديات، يحتاج الأردن إلى يسار وطني ديمقراطي مختلف يجعل قضايا الوطن أولوية، ويعيد الاعتبار للعدالة الاجتماعية والحمايات الاجتماعية كركائز للاستقرار. يسار ينتمي للأردن أولًا وأخيرًا، ويمنح الشباب الدور القيادي في بناء مستقبل أكثر إنصافًا وكرامة. يسار وطني أردني يضع قضايا الوطن في صدارة اهتماماته، ويجعل خدمة المواطن وحماية كرامته أولويته الكبرى. هذا اليسار لا يقف في مواجهة الدولة، بل يعمل على تعزيز الثقة بينها وبين الشعب عبر خطاب واقعي وسياسات عملية تستجيب لاحتياجات الأردنيين.

الحمايات الاجتماعية تمثل العمود الفقري لاستقرار المجتمع ، فهي ليست ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل حقًا أساسيًا وضرورة وطنية. فالضمان الاجتماعي، والتأمين الصحي الشامل، وتمكين الشباب والنساء، هي أدوات لحماية المواطن وتعزيز ثقته بدولته. وكلما شعر الأردني أن الدولة تقف إلى جانبه في الأزمات، كلما تعمّق انتماؤه وتجددت ثقته بمؤسساتها. ولهذا فإن أي مشروع يساري وطني جاد لا بد أن يضع الحمايات الاجتماعية في مقدمة أولوياته.

تُظهر التجارب الدولية أن العدالة الاجتماعية أساس للاستقرار السياسي. ففي البرازيل، أدت السياسات الديمقراطية الاجتماعية المبنية على الحماية الاجتماعية إلى تقليص الفقر وتعزيز المشاركة، بينما غيابها في تجارب أخرى أدى إلى تفاقم الأزمات. أما الأردن، فهو بحاجة إلى نموذج يساري ديمقراطي خاص به، منبثق من خصوصيته الوطنية ومتوافق مع أولوياته الداخلية. كما أن طبيعة الشعب الأردني وحاجاته التاريخية تصب بطبيعتها في هذا الاتجاه؛ فهو شعب قائم على التكافل، وعلى العمل الدؤوب، وعلى دعم ومساندة أبناء الوطن لبعضهم البعض. وهذه القيم الأصيلة تجعل من العدالة الاجتماعية والحماية المتبادلة مطلبًا شعبيًا حقيقيًا، لا مجرد خيار سياسي.

اليسار الوطني الديمقراطي المطلوب هو تيار صادق وعملي، لا يكتفي بالشعارات ولا بالمعارضة الشكلية، بل يترجم المبادئ الدستورية إلى برامج حقيقية، ويواجه الفقر والبطالة والفساد بوعي ومسؤولية. يسار ينتمي للأردن أولًا وأخيرًا، ويجعل العدالة الاجتماعية والحمايات الاجتماعية بوصلة لبناء مستقبل أكثر إنصافًا واستقرارًا.

الشباب الأردني هم العمود الفقري لهذا المشروع؛ فهم الأكثر التصاقًا بقيم العدالة والتكافل، والأقدر على قيادة التغيير. وإذا ما حملوا راية اليسار الوطني، فسيكونون القوة الدافعة نحو أردن أكثر عدالة وكرامة لكل أبنائه.

لقد آن الأوان لفتح حوار وطني جاد حول دور اليسار الأردني الديمقراطي ، وكيف يمكن أن يكون شريكًا حقيقيًا في صياغة المستقبل الذي يستحقه الوطن والمواطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :