facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطة شارون 1977-1980: التأثير السياسي والاجتماعي لتفتيت الضفة


د. بركات النمر العبادي
28-08-2025 11:15 AM

في الفترة ما بين 1977 و1980، وضعت إسرائيل خطة استراتيجية أطلق عليها اسم "خطة شارون"، نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، أرئيل شارون. كانت هذه الخطة تهدف إلى تقطيع الضفة الغربية إلى كانتونات فلسطينية معزولة، وإحكام السيطرة عليها من خلال إنشاء مستوطنات يهودية متصلة بشبكة طرق عسكرية خاصة، الأمر الذي أسفر عن تعميق الانقسام الجغرافي والسياسي الفلسطيني، وتصعيد منطق الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة ، و شكلت نقطة فاصلة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. هذه الخطة لم تكن مجرد مشروع عسكري أو استيطاني، بل كانت سياسة ممنهجة لتفتيت المجتمع الفلسطيني وإضعاف نضاله السياسي والاجتماعي، ما خلف تدا عيات عميقة على الصعيدين المحلي والاقليمي

جوهر الخطة ومراحلها

انطلقت "خطة شارون" على أساس أن فرض سيطرة أمنية وعسكرية مشددة على الضفة الغربية لن يتحقق إلا عبر تفتيتها إلى مناطق منفصلة جغرافيًا، مع إحاطة التجمعات الفلسطينية بالمستوطنات والطرق العسكرية التي تضمن السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
تم تنفيذ الخطة عبر مراحل رئيسية:

• إقامة مستوطنات استراتيجية: حيث أنشئت مستوطنات جديدة حول التجمعات الفلسطينية، بغرض خلق "طوق" استيطاني يعزل الفلسطينيين عن بعضهم ويقطع تواصلهم.

• بناء شبكة طرق عسكرية مغلقة: تم تطوير طرق خاصة للمستوطنين والجيش الإسرائيلي تربط المستوطنات بعضها ببعض، وتمنع التنقل الحر للفلسطينيين، مما يعزز من السيطرة العسكرية على المنطقة.

• تقسيم الضفة إلى كانتونات: استهدفت الخطة تقسيم الضفة الغربية إلى تجمعات فلسطينية صغيرة غير مترابطة، ما يصعب قيام وحدة وطنية فلسطينية أو إقامة دولة فلسطينية متصلة.

• فرض الحصار الأمني: عبر انتشار حواجز عسكرية وجدران فصل، واستعمال قوات الاحتلال لتقييد الحركة الفلسطينية، مما خلق واقعاً من الإحباط والتمزق الاجتماعي.

الخطط السرية والمكملة المرتبطة بها :

ارتبطت "خطة شارون" بعدد من الخطط السرية التي عززت من فاعليتها، منها:

• الخطط الاستخباراتية والأمنية: جمع معلومات دقيقة عن النشطاء الفلسطينيين وقادة المقاومة، لضمان السيطرة الأمنية واعتقال المعارضين.

• خطط التهجير والتهويد: في بعض المناطق، تم استهداف تهجير السكان الفلسطينيين لإفساح المجال أمام توسيع المستوطنات.

• التنسيق مع خطط أخرى: مثل خطة "ألون" (Allon Plan) التي ركزت على السيطرة على وادي الأردن وجعل مناطق الضفة الغربية أضعف من الناحية السياسية والجغرافية.

اثر خطة شارون على السلام الإقليمي

• شكلت خطة شارون حجر عثرة أمام أي جهود لإنجاح معاهدات السلام في المنطقة، خصوصًا في ظل استمرار توسيع المستوطنات والتفتيت الجغرافي الذي خلق واقعًا معقدًا يصعب معه التوصل إلى حل الدولتين. فخلال توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ظل الاحتلال الإسرائيلي .

التأثير السياسي

• تفكيك الوحدة الفلسطينية: بتقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات منفصلة جغرافياً، حدّت الخطة من قدرة الفلسطينيين على التنسيق السياسي والاجتماعي، مما أضعف المؤسسات الفلسطينية وأفقدها قدرتها على التمثيل الموحد.

• توسيع السيطرة الإسرائيلية: من خلال إحكام السيطرة على المساحات الاستراتيجية وربط المستوطنات بشبكة طرق عسكرية، نجحت إسرائيل في فرض وجودها الفعلي على الأرض، مما قيد من فرص قيام دولة فلسطينية متصلة ومستقلة.

• إضعاف فرص السلام: أدى استمرار توسيع المستوطنات وفرض التقسيمات الجغرافية إلى تعقيد أي مفاوضات سياسية مستقبلية، وخلق واقعاً على الأرض يُصعب معه تحقيق حل الدولتين، مما زاد من حدة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
التأثير الاجتماعي

• العزلة وتقويض التواصل المجتمعي: أدى الحصار المستمر ووجود الطرق العسكرية الحصرية والمستوطنات المتفرقة إلى عزل القرى والمدن الفلسطينية عن بعضها، ما خلق حالة من الانقسام المجتمعي والتوتر الداخلي.

• التدهور الاقتصادي: منع حرية التنقل أدى إلى تعطيل الأسواق الفلسطينية، وتقليل فرص العمل والتنمية، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، ما أثر على الاستقرار الاجتماعي.

• زيادة حالة الاحتقان والرفض: أدت الإجراءات الأمنية الصارمة والتوسع الاستيطاني إلى زيادة الشعور بالإحباط والغضب بين الفلسطينيين، ما أدى إلى تصاعد المقاومة الشعبية وانتفاضات متكررة، كان أبرزها انتفاضة الحجارة في أواخر الثمانينيات.

• تأثير نفسي ونفسي اجتماعي: الانفصال القسري والعزلة جراء التقسيم أثرت سلبًا على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، مما ولد شعورًا باليأس وفقدان الأمل في المستقبل، خصوصاً بين الأجيال الشابة.

تكشف خطة شارون عن بعد سياسي واجتماعي معقد في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فالاستراتيجية الإسرائيلية التي اعتمدت على التفتيت الجغرافي والاستيطان فرضت واقعًا يعيق بناء الهوية الوطنية الفلسطينية ويقوض أسس النضال المشروع. كما أنها أرست قواعد صراع ممتد مع تداعيات إنسانية واجتماعية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته الرشيدة وشعبه المعطاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :