facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة: حرب استنزاف حضرية


صالح الشرّاب العبادي
30-08-2025 10:41 AM

أنماط القتال الراهنة

السياق العملياتي

منذ إعادة توجيه الجيش الإسرائيلي لعملياته في شمال ووسط غزة، أصبح واضحًا أن الهدف هو فرض طوق عملياتي على المدينة وفصلها عن بقية القطاع عسكرياً وإدارياً ، لكن مجريات الميدان أظهرت أن المقاومة الفلسطينية لم تفقد القدرة القتالية المستدامة، بل دخلت في مرحلة جديدة من حرب استنزاف مركبة تجمع بين:
• حرب الشوارع والمناطق المدمرة، حيث تتحول كل زقاق وكل مبنى مهدّم إلى موقع قتالي محتمل.
• حرب الكمائن المعمقة، مع تجهيز المسارات الضيقة للارتال الإسرائيلية بالعبوات والكمائن المتسلسلة.
• التفجيرات المحضرة مسبقًا، التي تهدف إلى زيادة تكلفة كل متر تقدم للقوات الغازية.
• انتخاب مناطق تقتيل منتخبة بدقة وهذا يدل على دقة المراقبة لتحركات قوات الاحتلال ..
• التدريب العملياتي الاحترافي الذي تقوم به قوات المقاومة وهذا دليل على دخول قوات للمقاومة طازجة مدربة في كل مرة تحترف تنفيذ العمليات النوعية سواء كانت الفردية أو الزوجية او العمل بروح الجماعات المختزلة والمتخصصة والمنتخبة بعناية..
• حرية العمل والتنفيذ بدقة وحرفية سواءاً كانت فردية او مزدوجة..

مشاة خفاف ضد مدرعات ثقيلة

المعركة الراهنة في غزة تكشف عن جدلية التكافؤ غير المتكافئ:
• المقاومة: مقاتلين مشاة يتحركون بخفة بين الركام وتحت الأرض، بعتاد محدود وحمل خفيف، مع حرية عمل فردي أو مزدوج (Solo & Pair Tactics).
• القوات الإسرائيلية: جنود مدججون بالسلاح ومحصنون داخل الدبابات والمدرعات، مدعومين بالدعم الجوي والاستخبارات المتكاملة.

هذه المعادلة تبرز كيف أصبحت البيئة المدمرة أداة تكتيكية؛ الركام والأنفاق والشوارع الضيقة المدمرة تحول التقدم الإسرائيلي إلى تحدٍّ مستمر، وتحيّد جزئيًا التفوق التكنولوجي والجوي.

المقاتلون الخفاف يختفون في الأنفاق أو بين أنقاض المباني، ثم يظهرون لتنفيذ عمليات قنص، زرع عبوات، أو نصب كمائن محكمة، قبل الانسحاب السريع. هذه التكتيكات الفردية والمزدوجة تُبقي القوات الإسرائيلية تحت تهديد دائم، وتشل الروتين العملياتي لوحداتها الكبيرة.

مناطق التقتيل وتكتيكات البيئة الحضرية

الأحياء مثل الشجاعية والزيتون والصبرة أصبحت مناطق تقتيل (Killing Zones)، حيث تُرغم الأرتال الإسرائيلية على السير في مسارات محددة مسبقًا، تحت رصد ناري وتجهيزات متسلسلة من العبوات والتفجيرات.

هذه الاساليب والأنماط العملياتية الصغيرة وهو عمل أستراتيجي متكامل :
• يضاعف الاحتكاك القريب.
• يقلل من فاعلية المدرعات التي تعتبر بطئية الحركة وعدم توفر حرية مناورة وحركة كما هم جنود المقاومة الذين يتحركون بحرية وفاعلية .،
• الدعم الجوي يتحدد في حال الالتحام مع المقاومة وخوفاً على قتل الأسرى لديها وبنفس الوقت الرعب من الوقوع بالأسر أو المفاجآت القاتلة ....
• يزيد الكلفة البشرية والمعنوية للعدو ، الرعب من وقوع اسرى جدد ، وهذا ما حصل بالفعل في ثلاث كمائن ادت إلى وقوع خسائر وقتلى ومفقودين..
• الخوف والهلع لدى الضباط والجنود الإسرائيلين من ثلاث مصادمات ( القتل على يد المقاومة ، الأسر بيد المقاومة ، القتل فيما إذا تم تطبيق بروتوكول هنيبعل)

معركة الزمن وتطويع الأرض

المقاومة لا تكافح فقط على الأرض، بل تفرض معركة مزدوجة مع الزمن:
• تطويع الأرض: الدمار العمراني يتحول إلى مسرح عمليات يعادل التحصينات الكلاسيكية، ويقسم الأرتال الإسرائيلية ويحد من حرية الحركة.
• تطويع الزمن: كل يوم قتال إضافي يرفع كلفة الحرب على إسرائيل سياسيًا ومعنويًا، ويضعف قدرتها على فرض سيطرة استراتيجية كاملة.

5- هاجس الأسر وبروتوكول هانيبعل

فقدان الاتصال بجنود إسرائيليين أعاد إلى الواجهة معضلة الأسر، وهي نقطة ضعف استراتيجية ، يُشير الإعلام الإسرائيلي إلى احتمال تفعيل بروتوكول هانيبعل لمنع وقوع أسرى، حتى لو استلزم ذلك ضرب القوة نفسها ، هذه الإجراءات تعكس إدراكًا عميقًا أن ورقة الأسر قد تتحول إلى معادل تفاوضي اقوى أو أداة ضغط في أي صراع طويل الأمد ، وهذا حتماً له ضغط نفسي هائل على القادة والضباط الصغار والجنود .

الخلاصة الاستراتيجية

غزة اليوم هي مختبر حي لصراع المشاة الخفاف ضد المدرعات الثقيلة:
• المقاومة تُحوّل الركام والأنفاق والبيئة المدمرة إلى مناطق تقتيل ومسرح استنزاف حضري.
• العمليات الفردية والمزدوجة تُعيد تشكيل خطوط الاشتباك وتخلق حرية حركة تكتيكية رغم التفوق الناري والجوي للعدو.
• تفجيرات متسلسلة وكمائن محضرة مسبقًا تزيد من كلفة التقدم الإسرائيلي وتطيل أمد المعركة.
• هشاشة الجانب الإسرائيلي تجاه سيناريو الأسر تزيد من الضغوط السياسية وتحد من قدرة الجيش على المناورة.

في المقابل، يبقى التفوق التكنولوجي والعددي الإسرائيلي غير قادر على حسم المعركة بالكامل في بيئة حضرية مُهيأة بشكل متعمد لتكريس حرب استنزاف طويلة النفس، ما يجعل السيطرة الجغرافية غير مرادفة للسيطرة الاستراتيجية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :