الصحوة الاوروبية ومشروع الاحتلال
سامي شريم
31-08-2025 10:25 AM
* المشروع الصهيوني يعيش اليوم اخطر مراحله
منذ نشأته لان اوروبا التي كانت على مدى عقود الحامي الاول له بدأت تتحول الى خصم مباشر والى عدو سياسي واخلاقي لا يمكن تجاهله فاوروبا التي قدمت للكيان الشرعية في المؤسسات الدولية ووفرت له الغطاء الدبلوماسي والاقتصادي صارت اليوم تنقلب على هذا الدور تحت ضغط شعوبها واحزابها واعلامها وضمائرها
في ايرلندا ترتفع الاصوات الرسمية والشعبية للمطالبة بتدخل عسكري لوقف المجازر في غزة ووقف المجاعة التي يفرضها الاحتلال على اكثر من مليون طفل وامرأة ورجل وفي هولندا وصل الغضب الى ذروته حتى ان حكومات سقطت واستقالت وزراء احتجاجا على استمرار الجريمة وفي دول اوروبية اخرى اتخذت قرارات شجاعة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كحقيقة سياسية لا يمكن الغاؤها ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل وصلت المواقف الى طرد السفراء الاسرائيليين من بعض العواصم ومنع السياح القادمين من الكيان من دخول المطاعم والفنادق وهذه رسائل بالغة القوة تقول ان هذا الكيان اصبح منبوذا في الوعي الجمعي الاوروبي
هذا التحول ليس عابرا بل يعكس تغيرا عميقا في البنية الفكرية والسياسية للمجتمع الاوروبي الذي لم يعد يقبل ان يرتبط اسمه بالمجازر وبالابادة وبالتطهير العرقي ولم يعد قادرا على تحمل الكلفة الاخلاقية والسياسية لاستمرار التواطؤ مع الاحتلال واذا استمرت اوروبا في هذا المسار فان المشروع الصهيوني سيكون مكشوفا تماما امام العالم فبدون اوروبا لن يبقى له سوى دعم امريكي يتآكل بدوره تحت ضغط الجامعات والنقابات والحركات الشبابية
المشروع الصهيوني بلا غطاء اوروبي يعني كيانا محاصرا فاقد الشرعية يطارده الرفض الشعبي ويضعفه العزل السياسي ويهزه سقوط الاسطورة التي بناها على انه ضحية التاريخ فاوروبا بدأت تعلن بوضوح ان الضحية الحقيقية هي الشعب الفلسطيني وان الاحتلال هو الجلاد وعندما تتحول هذه القناعة الى قرارات رسمية فان الكيان يفقد اعمق ركائزه الاستراتيجية
اليوم لم يعد الامر يتعلق بقرارات شكلية بل بواقع جديد يرسم خريطة سياسية مختلفة في اوروبا فالدعم غير المشروط انتهى والبديل هو ضغط ومقاطعة واعتراف بفلسطين وطرد لممثلي الاحتلال ومع هذه الموجة الصاعدة يصبح المشروع الصهيوني فعلا على كف عفريت لأن فقدان اوروبا يعني بداية النهاية