facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطة بلير-كوشنير لقطاع غزة


كمال زكارنة
02-09-2025 10:39 AM

قدم الثنائي طوني بلير – كوشنير، للرئيس الامريكي ترمب خلال الاجتماع الذي ترأسه الاخير في البيت الابيض الاسبوع الماضي، بخصوص قطاع غزة ،قدما خطة ما بعد الحرب لمستقبل القطاع،اي انها خطة امريكية بريطانية ،تتبناها اسرائيل وتوافق عليها بعض دول المنطقة.

الخطة اقرب ما تكون الى سايكس بيكو خاص بقطاع غزة لوحده،تعتمد الهدف الاستراتيجي للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ،وهو التهجير والتطهير العرقي لسكان القطاع ،اما طوعيا تحت الضغط الهائل امنيا واقصتاديا واجتماعيا ،لاجبارهم على خيار الرحيل الى دول اخرى ،اقليمية او غير اقليمية،وهذا ما يسمونه الهجرة الطوعية ،او تجميع السكان في مناطق مختارة ومتفرقة داخل قطاع غزة ،ووضعهم داخل اسيجة امنية محكمة الاغلاق ،اسوأ بكثير من سجون النازية القديمة والحديثة،تحت مراقبة امنية اسرائيلية مشددة جدا ،ووصاية امريكية اكثر تشددا واجراما وتنكيلا ،وتنسيق دائم بين اسرائيل وامريكا.

وتقضي الخطة بتحويل قطاع غزة الى ريفيرا الشرق الاوسط ،لكن كيف سيكون ذلك وسكان القطاع خارج تلك الريفيرا،وهم محشورون في مناطق معينة ،محاطة بالاسيجة الامنية تحت الحراسة المشددة ،ولم تشرح الخطة كيف ستكون حياتهم داخل تلك الاسيجة،هل ستكون هناك خدمات صحية وتعليمية وبيئية وغيرها وحياة طبيعية ،ام مجرد عملية تمويت جماعي،بنفس الطريقة التي يتعرض لها سكان القطاع حاليا ومنذ عامين تقريبا.

وتقدر الخطة العائدات الاقتصادية التي ستنجنيها الدول الثلاث، نتيجة جعل قطاع غزة طريقا تجاريا يربط بين اسيا واوروبا بأكثر من مئة مليار دولار خلال عشر سنوات ،وتتحدث الخطة عن مصالح الدول الثلاث ،دون الاشارة الى اي طرف رابع ،لا فلسطيني ولا عربي .

وتنص الخطة على وضع قطاع غزة تحت الوصاية الامريكية لمدة عشر سنوات على الاقل،اي ان الاحتلال سيصبح امريكيا بدلا من اسرائيليا، وتحويل قطاع غزة الى منتجع سياحي للاثرياء فقط،ومركز للصناعات والتكنلوجيا المتقدمة ،اي الى منطقة استثمارية امريكية خالصة.

وتتضمن الخطة تفاصيل اخرى ،استرضائية مثل تعويضات واغراءات مالية قليلة للرحيل،مقابل التنازل عن ملكيات المواطنين من الاراضي ،او منحهم شقق سكنية ،لمن يرغب بالبقاء في القطاع.

الخطة التي سُمّيت “صندوق غزة لإعادة التكوين والتسريع الاقتصادي والتحول” ،تقدّر أن تهجير الفلسطينيين أقل تكلفة من إبقائهم في مناطق مؤقتة.

الخطة تستند إلى تجربة الوصاية الأمريكية على جزر المحيط الهادئ بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصا اليابان.

وتعتمد على اتفاق ثنائي أميركي-إسرائيلي ينقل “السلطات الإدارية” للوصاية، بينما تحتفظ إسرائيل بحقوق السيطرة الأمنية، على أن يتولى مقاولون عسكريون غربيون وقوات من دول أخرى الأمن مؤقتاً، قبل نقل المهمة لشرطة محلية مدربة.

الخطة لا تشير إلى دولة فلسطينية مستقبلية، بل تتحدث عن كيان فلسطيني “بعد إصلاحه ونزع التطرف منه" وينضم لاحقاً إلى اتفاقات السلام الإبراهيمية.

اغرب ما في هذه الخطة الى جانب الهيمنة والسيطرة والاحتلال الامريكي الجديد،هو تغييب الفلسطينيين والعرب عن المشهد تماما، وكأنهم غير موجودين،امريكا وربيطانيا واسرائيل ،تقرر مستقبل غزة وفلسطين،وقد ينسحب هذا لاحقا على دول اخرى في المنطقة،اذا ما تذكرنا تصريحات المبعوث الامريكي للبنان براك،الذي لم تعجبه تقسيمات سايكس وبيكو لمنطقة الشرق الاوسط،ويطالب علنا بتقسيمات جديدة،تمكن اسرائيل من توسعة مساحتها على حساب الدول العربية.

انها تهديدات استعمارية جديدة مقبلة لاجتياح المنطقة العربية ،تستدعي صحوة عربية شاملة لمواجهتها والتصدي لها،لانها لا تستثني احدا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :