أوزبكستان-الصين: آليات جذب الاستثمارات في قطاع السياحة
04-09-2025 01:49 AM
*في النصف الأول من عام 2025، سيتم تنفيذ مشاريع سياحية بقيمة تزيد عن 500 مليون دولار في أوزبكستان بمشاركة مستثمرين صينيين.
بقلم: أميد شادييف
في السنوات الأخيرة، وصلت التعاون السياحي بين أوزبكستان والصين إلى مستوى جديد، يتميز بزيادة في تدفقات السياح وإقامة شراكة استثمارية استراتيجية. أصبحت السياحة واحدة من الجسور الرئيسية لتعميق الروابط الاقتصادية والثقافية والشعبية بين البلدين. في هذه العملية، يتم تنفيذ آليات مثل جذب الاستثمارات، وتطوير المناطق، وإنشاء منتجات سياحية جديدة مشتركة بفعالية.
في النصف الأول من عام 2025، قدمت أوزبكستان جناحها الوطني في أكبر المعارض السياحية الدولية في الصين: CSITE (تشينغدو)، GITF (غوانزو)، وITE هونغ كونغ. عرض أكثر من 100 كيان سياحي من مناطق مختلفة في البلاد الإمكانيات السياحية الغنية لأوزبكستان. على سبيل المثال، جذبت معرض GITF في غوانزو 40,000 متخصص من 55 دولة، بينما استضاف ITE هونغ كونغ حوالي 60,000 مشارك، مما يجعل هذه الفعاليات منصات تسويقية هامة لأوزبكستان.
بالإضافة إلى ذلك، أقيمت عروض طريق في تسع مدن صينية رئيسية، بما في ذلك تشونغتشينغ، بكين، ماكاو، فوزو، شنتشن، وغيرها، حيث تم الترويج بنشاط لحزم الرحلات المشتركة مثل "منطقة الأويغور الذاتية الحكم في شينجيانغ + أوزبكستان"، ومسارات موضوعية مثل "مغامرات طريق الحرير"، بالإضافة إلى وجهات السياحة الشتوية. ساهمت هذه الفعاليات في عقد لقاءات B2B مع مئات الشركات السياحية الصينية الرائدة، مما أسفر عن توقيع أكثر من 40 اتفاقية تعاون.
في 3 يوليو 2025، استضافت سمرقند المنتدى الدولي "السياحة على طريق الحرير" (حوار WTA طريق الحرير)، الذي جمع ممثلين رفيعي المستوى من المجتمعات السياحية الصينية والدولية. خلال المنتدى، اتفقت الأطراف على تعميق التعاون الاستثماري في إطار مسار "منطقة الأويغور الذاتية الحكم في شينجيانغ + أوزبكستان"، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرات مشتركة للترويج والاستثمار على المستوى الإقليمي. أبرزت المناقشات مركز السياحة "أردا خيوة" في مدينة خيوة، بالإضافة إلى التراث الملموس وغير الملموس لبخارى وسمرقند، والتي شكلت أساسًا للحزم السياحية الجديدة.
مع الاهتمام المتزايد من قبل السياح الصينيين بأوزبكستان، وصلت البنية التحتية للسفر الجوي إلى مستوى جديد أيضًا. منذ يوليو 2025، بدأت ثلاث شركات طيران صينية رائدة – إير تشاينا، تشاينا ساوثرن، وتشاينا إيسترن – تشغيل رحلات منتظمة إلى أوزبكستان. على سبيل المثال، أطلقت تشاينا إيسترن رحلات على مسار "شيان – طشقند" و"شنغهاي – طشقند"، بينما تعمل إير تشاينا على مسار "بكين – طشقند". تخلق هذه التحسينات في البنية التحتية شروطًا مواتية لكل من المستثمرين ومنظمي الرحلات.
في النصف الأول من عام 2025 وحده، أطلقت أوزبكستان 16 مشروعًا سياحيًا يشارك فيها مستثمرون صينيون، بإجمالي استثمارات بلغت 519.5 مليون دولار أمريكي. تهدف هذه الاستثمارات إلى تطوير البنية التحتية السياحية، وصناعة الفنادق، والحدائق الترفيهية، والرحلات المشتركة. إن مثل هذه المشاريع تغني المنتج السياحي بينما تخلق فرص عمل للسكان المحليين وتدعم تنويع الاقتصاد الإقليمي.
اليوم، تمثل العلاقات السياحية بين أوزبكستان والصين تعاونًا واسع النطاق يشمل تدفقات السياح، والاستثمارات، والبنية التحتية، والتبادل التكنولوجي. توسيع جغرافيا المعارض، وعقد المنتديات على المستوى العالي، وإطلاق الطرق الجوية الجديدة تخلق فرصًا لجذب استثمارات جديدة من الصين إلى قطاع السياحة في أوزبكستان. وفي المقابل، يضع ذلك أساسًا صلبًا لتموضع البلاد كوجهة للسياح الأجانب وفرصة جذابة للمستثمرين.
أميد شادييف/رئيس لجنة السياحة أوزبكستان.