مشروع "القدس الكبرى": نحو تهويد ممنهج بمسار زمني وجغرافي

1 - جذوره وبداياته (حتى أوائل 1970 م

• بدأت أولى الإشارات إلى "مشروع القدس الكبرى" عقب حرب عام 1967 ، حين وسّعت إسرائيل حدود بلدية القدس لتشمل القدس الشرقية المحتلة ، وبدا المصطلح يُستخدم رسميًا منذ يونيو/حزيران 1967.

• في عام 1971، قدّم عضو الكنيست شموئيل نامير مشروعًا لتوسيع البلدة ليشمل بيت لحم وقرى محيطة ، وتم إطلاق حملة استيطانية عام 1972 لدمج هذه المناطق بمحيط المدينة

• 2 - محطات التسع 1980 -1990

• خلال ثمانينيات القرن العشرين ، هدفت الحكومات المتعاقبة إلى إسكان مليون مستوطن في القدس ، في خطوة لتحويل التوازن السكاني لصالح اليهود ، مع استمرار تنفيذ عقود إسكانية من حكومة إسحاق رابين في التسعينيات. ا

3 - خطة القدس الكبرى( 2000 (1999–2020

• في 1999بدأت بلدية القدس بوضع "خطة القدس الكبرى 2000" التي أعلن عنها رئيس البلدية أوري لوبوليانسكي في 2004 ، وهدفت إلى توسيع سيطرة إسرائيل على المدينة كوحدة حضرية واحدة، بهدف فرض أغلبية يهودية ممثلة بـ 70% مقابل 30% فلسطينيين.

• تأُجلت أهداف الخطة الأساسية من عام 2020 إلى عام 2030 ، وذلك بعد تحديثاتها عام 2009.

4 - مرحلة البناء والواقع العملي

• تُظهر التقارير أن المشروع يمتد على أكثر من 600 كيلومتر مربع ، بما يعادل 10٪ من مساحة الضفة الغربية ، في حين تقل مساحة القدس الحالية عن 126 كم².

• يهدف المشروع إلى تهجير حوالي 150.000 فلسطيني من المناطق المحيطة خلف الجدار العازل ، واستبدالهم بـ 150.000 مستوطن يهودي ، الناتج في القدس المقدسة من المتوقع أن يصل إلى 88٪ يهود و12٪ فلسطينيين .

• تشمل التوسعات ثلاث كتل استيطانية رئيسية: غوش عتصيون 14 مستوطنة ، معاليه أدوميم (8 مستوطنات) ، وجبعات زئيف 5 مستوطنات .

• تدعم هذه التوسعات بُنية تحتية واسعة : طرق التفافية، أنفاق، جسور، محطات ، لتعميق العزل الجغرافي للقضاء على الربط بين القدس والضفة الغربية .

5 - الدوافع السياسية والاجتماعية

• سياسيًا ، يسعى المشروع إلى فرض معادلات واقع جديدة لا رجعة عنها ، تؤدي إلى انعزال القدس عن محيطها الفلسطيني وتعطيل حل الدولتين .

• اجتماعيًا ، الهدف هو تغيير هوية المدينة عبر تقليص الوجود الفلسطيني ، وخلق أغلبية يهودية واضحة في العاصمة المزعومة .

6 - علاقة المشروع بمعاهدات السلام يتعارض المشروع مع اتفاقيات أوسلو التي نشأت في التسعينيات، وخصوصًا مع مفهوم حل الدولتين وحق الفلسطينيين في عاصمتهم.

• كذلك، يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر أي تغييرات لحالة القدس الشرقية غير شرعية.

• إعلان "القدس الكبرى" يُعد عملًا يُشرّع تهويد المدينة ضد الإرادة الدولية.

وفي الختام في القدس، حيث تعانق قبة الصخرة أجراس القيامة، وحيث تتنفس الحجارة آيات من القرآن وصدى المزامير، يبقى النور الإلهي شاهدًا على وحدة الرسالات وسموّ المقصد. هنا، صلى الأنبياء خلف سيد الخلق محمد ﷺ، وهنا بُشّر مريم بالمسيح عليه السلام ، وفي كل زاوية منها يختبئ تاريخ الإنسانية وضميرها الحي ، و لكن ما أعظم الخسارة حين تُحاصر المدينة، وتُخنق أزقتها العتيقة، وتُبدّل ملامحها أمام أعين أمة مثقلة بالهوان، مشغولة عن جرحها الأقدس. وفي خضم هذا الظلام ، تظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية صمام أمان وحصنًا منيعًا ، تحافظ على هوية الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة ، وترعى ميراثًا روحيًا تتقاسمه السماء مع الأرض ، وليعلم العالم أن القدس ليست حجارة تُقاس، ولا حدودًا تُرسم ، بل عهد أمانة في أعناق المؤمنين جميعًا ، وأن التفريط بها خيانة للتاريخ وللسماء ، قبل أن يكون خيانة للأرض والإنسان .

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه .