الضم الرسمي للضفة: حلمٌ تزكّيه المعابر وتخنقه القرارات”
د. بركات النمر العبادي
08-09-2025 10:36 AM
في العامين 2020 و2025، عادت فكرة "الضم الرسمي" للضفة الغربية إلى واجهة الاهتمام الدولي ، بدأ الأمر كمقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطة السلام المعروفة باسم "الرؤية للسلام"، ثم حفز لاحقًا تصريحات واعتمادات من كتلة اليمين في الكنيست ، لكن بين الحبر والواقع، تظل المسألة معقدة، تتقاذفها أسئلة الشرعية، الردود الدولية، ومآلات الحل السياسي.
أهداف المشروع ومراحله الزمنية
• 2020 – مقترح ترامب (Peace to Prosperity Plan):
اقترح البند الذي أعلنه ترامب في يناير 2020 السماح لإسرائيل بضم المستوطنات الرئيسية ووادي الأردن. الاتفاق الحكومي الإسرائيلي بين نتنياهو وغانتس أتاح عرض الخطة على الكابينيت والكنيست بعد 1 يوليو 2020، شرط الحصول على دعم أميركي. ولقيت الخطة رفضًا من دول أوروبية والأمم المتحدة، بينما ألقت سلطات فلسطينية بخطة مواجهة مقابلية. رغم ذلك، تأجل تنفيذ الضم رسميًا، وسط اعتراض سياسي داخل إسرائيل. TIMEWikipediaThe Times of IsraelAxios
• 2023 – خطوة نحو الضم عبر الإدارة المدنية:
في 23 فبراير 2023، نُقل بعض الصلاحيات المدنية في الضفة إلى وزير يميني متشدد، ما مثل دفعة نحو تطبيق القانون الإسرائيلي فعليًا. الصحافة الإسرائيلية شبهت هذه الخطوة بـ"ضم بحكم القانون". Wikipedia+1
• 2025 – تصويت رمزي في الكنيست وتوسع استيطاني:
في 23 يوليو 2025، صوت الكنيست (71 مقابل 13) على قرار غير ملزم يدعو لضم الضفة بشكل رسمي، معتبرًا الأرض "جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل". Al JazeeraThe Times of Israel خلال الشهر نفسه، وافقت الحكومة على إقامة 22 مستوطنة جديدة، بالإضافة إلى ترخيص عدد كبير من الوحدات الاستيطانية، في أعلى وتيرة منذ عقود. WikipediaJ StreetFoundation for Middle East Peace
ما تحقق فعليًا؟
على أرض الواقع ، ما تحقق يُعد "ضمًا عمليًا" أكثر منه رسميًا:
• توسيع واسع للمستوطنات وإنشاء بنية تحتية فصلت الفلسطينيين عن بعضهم. J StreetOHCHRAl Jazeera
• نقل الصلاحيات المدنية للسكان الإسرائيليين في الضفة للخارج عن المراقبة العسكرية المؤقتة. Wikipedia+1
• قرارات حكومية رمزية تعكس نية سياسية صريحة، دون أن تترجم إلى قوانين أو اعتراف دولي بشرعية الضم الكامل. The Times of IsraelFoundation for Middle East Peace
الربط مع مشاريع ومخططات سابقة
• خطة Allon (1967–1968): أقرت احتفاظًا إسرائيليًا بالضفة وادي الأردن في مواجهة استقلال فلسطيني أو إنجاز دولة. Peoples Dispatch
• قانون التنظيم (Regulation Law) 2017: حاول شرعنة بيوت استيطانية على أراضٍ فلسطينية خاصة، لكنه أُلغِي في 2020 بقرار المحكمة العليا. Wikipedia
• خطوة الضم في 2025 لم تكن سوى تطور تدريجي لواقع الاحتلال، لكنها بعيدة عن الاعتراف الدولي.
• الشرق الأوسط شهد عمليات توسع واستقلال المناطق الفلسطينية نتيجة تراكم استيطاني وسيطرة فعلية، لكن أي ضم يشكل فرصة لرفض دولي وتصعيد حقوقي. European ParliamentAmnesty InternationalTIMEThe Times
ها هي الضفة تُضم “رمزيًا” في مجلسٍ صنع القرار بالرفض، وتُضم “فعليًا” بأسماء المجالس والخرائط ، ضمة هنا وضمة هناك، لكن أصدقها هي ضمة الأرض بالخراب، ضمة الأمل باليأس، وضمة الإبحار السياسي في بحيرة من الخرائط المؤجلة. يا لها من لعبةٍ غريبة: كلنا نُضم، لكن لا أحد يُضمّن السلام.
حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قائده وشعبه .