كتب: عيد محمد الحباشنة

لم تكن مشاركتنا ممثلين عن نادي الكرك الثقافي الرياضي في البطولة العربية السادسة والثلاثين لكرة الطاولة، التي استضافتها سلطنة عُمان الشقيقة، مجرّد حدث رياضي عابر، بل محطة فارقة في مسيرة النادي. فقد أتاحت لنا هذه المشاركة فرصة اللقاء والتفاعل مع الأشقاء العرب وأبناء الجالية الأردنية هناك، وكان من أجمل ما حظينا به لقاءنا مع سعادة السفيرة ثروة النعيمات، ابنة الوطن وأيقونة الدبلوماسية الأردنية.

لقد جسّدت السفيرة في حضورها ونهجها أرقى صور التمثيل الدبلوماسي، وقدّمت نموذجًا مشرّفًا للأردن وللمرأة الأردنية في مواقع القيادة. فهي تمتلك قدرة لافتة على إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بذكاء وحكمة، وتُجسّد صورة مشرقة لدبلوماسية حديثة قائمة على التواصل العميق، والفهم الواعي، والرقيّ في الحضور.

في استقبالها لنا، لمسنا طيبة المعشر، وكرم النفس، ورفعة الخُلق، ووطنية صلبة لا تتزحزح. كانت وفية للوطن والعرش الهاشمي، تجمع بين النصيحة الصادقة والعمل الجاد، فكانت بحق خير سفيرة للأردن في بلاد الاغتراب. اختارت النزاهة والاستقامة والتواضع سبيلاً، فحازت محبة الناس وتقديرهم، وأصبحت عنوانًا للثقة والاحترام.

لقد تركت سعادة السفيرة أثرًا لا يُمحى في نفوسنا. وسيبقى حسن استقبالها وكرم ضيافتها وتواضعها علامة فارقة في ذاكرتنا. فأنتِ بحق أردنية أصيلة نعتز بها ونفخر، ونحمل لكِ في قلوبنا كل المحبة والامتنان.

وعندما عدنا إلى الأردن، بقيت ابتسامتها وكرمها وصدقها معنا، كأنها تذكير دائم بأن أبناء الوطن حيثما حلّوا، يظلون سفراء له. ولعل أجمل ما نقوله اليوم: شكرًا لكِ سعادة السفيرة، لقد كنتِ لنا الأردن البعيد القريب، والوجه المشرق الذي نفخر به بين الأمم.