الاشتباك الإيجابي مع المواطنين .. قوة الدولة في زمن التحديات
د. معن متروك العواملة
09-09-2025 01:18 PM
في ظل ما يمر به الأردن من تحديات مركبة تتقاطع فيها الأوضاع الاقتصادية الصعبة مع الضغوط الإقليمية والسياسية المتزايدة
وفي ظل غياب مجلس النواب والأحزاب بات من الضروري أن نعيد النظر في شكل العلاقة بين المسؤول والمواطن.
إن المطلوب اليوم هو الاشتباك الإيجابي المباشر مع المواطنين حوارات صريحة لقاءات مفتوحة وخطاب واضح يتناول التحديات بلا تزييف ولا تجميل المواطن الأردني بطبيعته واعٍ وصبور لكنه يريد أن يسمع من مسؤوليه تفسيرًا وتوضيحًا وإقناعًا لا أن يترك الساحة فارغة تُملأ بخطاب تعبوي من قوى المعارضة سواء في الداخل أو الخارج.
إن قوة الدولة لا تُقاس فقط بما تملكه من موارد أو تحالفات بل بقدرتها على كسب ثقة شعبها وتحصين جبهتها الداخلية وهذه الثقة تُبنى حين يتحدث الوزير بلسان صريح يدافع فيه عن قرارات الدولة مهما كانت صعبة ويشرح مبرراتها وأهدافها ويُظهر للمواطن أن الحكومة شريك حقيقي له لا مجرد سلطة.
لقد أثبتت التجارب أن الفراغ الإعلامي والسياسي واستخدام شخوص غير مقنعين للشارع يفتح المجال أمام أصوات متربصة تبحث عن أي فرصة لتشويه الحقائق أو إثارة الغضب الشعبي بينما الاشتباك الواعي من قبل المسؤولين مع الناس يحصّن الداخل ويغلق الباب على أي محاولات للتعبئة أو التحريض.
إننا بحاجة إلى خطاب سياسي مباشر ومتماسك يقوده الوزراء والمسؤولون يواجه الأزمات الاقتصادية بشفافية ويتحدث عن الضغوط السياسية والإقليمية بوضوح ويعرض الحقائق بلا خوف ويعزز الانتماء والالتفاف حول الدولة.
فعندما وجهه جلاله الملك اطال الله في عمره الحكومه و الوزراء والمسؤولين للنزول للميدان لم يقصد فقط زياره المنشآت الحكوميه بل قصد الاشتباك مع المواطنين والحديث بصراحة وشفافية والدفاع عن قرارتها وتوضيح سلبيات وإيجابيات كل قرار.
فتخيل يا عزيزي على سبيل المثال وليس الحصر ان ترى وزير الشباب يجلس على قهوه بدون تكليف في إحدى محافظات المملكه ويشرح للشباب عن تحدي البطاله مثلاً.
فالمطلوب من المسؤولين أن يخرجوا إلى الناس أن يسمعوا قبل أن يتكلموا وأن يتكلموا بجرأة وثقة حين يدافعون عن الدولة وخياراتها فهذا هو الطريق الأضمن لحماية الأردن وتعزيز تماسكه وتثبيت صورته كدولة راسخة قادرة على مواجهة التحديات مهما عظمت
حفظ الله الأردن ارضاً وقيادةً وشعباً.