facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل لا تريد السلام… بل الخراب والتمدد


ماهر أحمد لوكاشه
09-09-2025 05:36 PM

العدوان على قطر هو طعنة لرسالة الوساطة والسلام

في لحظة كان يُفترض أن تتقدّم فيها لغة الحوار على صوت السلاح، اختارت إسرائيل مجدداً أن تُظهر وجهها الحقيقي: وجه لا يريد التفاوض، لا يريد السلام، لا يريد العيش المشترك، ولا يريد دولة فلسطينية مستقلة. كل ما تريده هو الخراب، والدمار، والتوسع، ساعيةً وراء حلمٍ مُختلق أُريد له أن يُصدَّر للعالم باسم “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات.

العدوان الأخير على قطر لم يكن مجرد حادث عابر؛ بل رسالة قاسية لبلدٍ قدّم كل ما يستطيع في سبيل تقريب وجهات النظر، وصنع الجسور، وإطفاء نيران الحروب. قطر التي بذلت المال والجهد والوقت لتكون وسيطاً نزيهاً، تُكافأ اليوم بعدوانٍ غادر. أهكذا يُرد المعروف؟ أهكذا تُكافأ دولة لم تبخل في السعي إلى السلام؟

“العدوان على قطر ليس استهدافاً لدولة بعينها، بل طعنة لكل قيمة تؤمن بالسلام و بالحوار وتدافع عن الاستقرار.”

والسؤال الأخطر: ماذا لو كان الهدف القاعدة الأمريكية الأكبر خارج الولايات المتحدة، الموجودة على الأراضي القطرية؟ هل كانت واشنطن ستتذرع بالجهل أيضاً؟ وهل من المنطقي أن تكون تلك القاعدة غير قادرة على رصد هكذا ضربة جوية؟ هذا الصمت الأمريكي يُثير الشكوك، ويضع علامات استفهام حول معنى الحلفاء، وحول قيمة الشركاء الذين قدّموا الكثير في سبيل الاستقرار.

لقد حققت إسرائيل ما تريده: الهروب من الضغط الدولي والإقليمي الذي يدعوها للعودة إلى طاولة المفاوضات. فهي لا تريد التفاوض بالمطلق، وتستخدم القوة والاعتداء كوسيلة لتفريغ أي جهد سياسي من مضمونه.

إن ما جرى في قطر لا يمكن فصله عن سياقٍ أكبر: سياق مشروعٍ استعماري توسعي، يتغذى على التوتر، ويعيش على النزاعات، ويخشى لحظة السلام العادل. إسرائيل تعلم أن مشروعها هشّ، وأن أسطورته التاريخية لا تصمد أمام حقائق الأرض والشعوب. وكلما ضاق الخناق عليها، لجأت إلى العنف، لعلها تشتري وقتاً جديداً، لكنها في الحقيقة تُسارع إلى كشف حقيقتها أكثر فأكثر.

“السلام لا يُبنى على أنقاض المدن ولا على دماء الأبرياء. السلام يحتاج إرادة، وإسرائيل لم تملكها يوماً.”

ستبقى قطر في عيون العرب والمسلمين وفي وجدان الأحرار وسيطاً شريفاً، ومدافعاً عن صوت العقل. أما إسرائيل، فبمثل هذه الأفعال لا تحصد سوى عزلة أعمق، وكراهية أوسع، وخسارة متراكمة في ميزان الأخلاق والتاريخ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :