كثيرة هي الأحداث التي نتذكرها للراحل الكبير الحسين بن طلال ، هذا القائد الذي رحل عنا قبل اكثر من ربع قرن ، ومازال ماثلا أمامنا ، عشنا معه ، وعاش معنا، فبات كأنه جزء من كل بيت أردني.

غالبية زعماء العالم جاؤوا إلى عمان لوداع الراحل الكبير ، لم يحدث ذلك مع أي من زعماء العالم ، وهذا دليل على المكانة العظيمة التي كان يتمتع بها ، ومازالت ، وهاهو الملك عبد الله الثاني يسير على درب فقيد الأردن والعالم.

أحداث الأمس في الشقيقة قطر أعادتنا بالذاكرة لموقف الحسين العظيم حين محاولة اغتيال خالد مشعل في العاصمة عمان ، فالحسين اعتبر مشعل مواطنا اردنيا بغض النظر عن موقعه السياسي ، فكان الموقف الذي لن ينساه الاردنيون ولا كل العرب والعالم بأجمعه .

وضع معاهدة السلام في كفة وما جرى في الكفة الأخرى ، فكانت الاستجابة السريعة ، وكان للأردن ما أراده خلال تلك الحادثة ، التي مازالت عالقة في اذهاننا جميعا ، وذلك الموقف الذي مازال أيضا حديث الأردنيين، كلما واجهت الأمة احداثا هامة ومصيرية .

الحسين بن طلال تاريخ زاخر بأحداث .. مثل هذا الزعيم والقائد ستبقى ذكراه عالقة في قلوبنا وعقولنا، ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الكثيرون لا يصدقون رحيله .

هو اليوم في دار الحق .. ندعو الله تعالى أن يغفر له ويرحمه برحمته الواسعة ، وأن يديم علينا الخير ويبعد عن هذا الوطن كل مكروه ، وأن يبقى عزيزا شامخا في ظل قيادته الحكيمة .