في اغلب الحالات من المفروض ان تكون الدولة لاعب عقلاني وتكون خياراتها قائمة على ما يسمى في الخيار العقلاني المستند الى حسابات الربح والخسارة في تفاعلها ضمن السياسة الدولية والتفاعل الدولي بكافة مستوياتها .
وبالنظر إلى ما تقوم بة إسرائيل من توحش في فلسطين وما قامت به من اعتداء سافر على قطر، فإن تل أبيب قد خسرت خسارة سياسية دبلوماسية قانونية أكثر بكثير من نتائج وفوائد ضربتها العسكرية، لا بل عززت عزلتها كدولة مارقة وأحرجت أصدقائها الذين استنفذت رصيدهم الدولي ومصداقيتهم اذا بقي لهم رصيد من ذلك .
من الغباء قياس الفاعلية والدور والتأثير والسمعة فقط بقوة المطرقة العسكرية.
صحيح أن القوة العسكرية مهمة وتمثل عنصرا من عناصر القوة، لكن هنالك عوامل قوة كثيرة تطورت في العلاقات الدولية وفي قوة الدولة جعلتها في كثير من الاحيان اكثر فاعلية وأقل كلفة في خلق دور فاعل وانجاز المصالح من قوة عسكرية متوحشة.
العالم مر ويمر في مراحل تحضر انساني لا تحتمل عدوان وبطش وظلم قوة متوحشة اسرائيلية متمثلة بنبرون العصر وزبانيتة من مجانيين امثال سيموتريش وبن غفير.
رب ضارة نافعة لصحوة عقل و وجدان عربي يؤسس لفعل جمعي خاصة من قبل الدول العربية الوازنة مثل دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية و الامارات وكلا من مصر والاردن..
*أ.د حسن محمد المومني/ مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.