facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزير الخارجية الأردني .. قلعة صمود وفخر وتحدٍ أردنية


سامي شريم
14-09-2025 08:09 AM

الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية هو موقف الأردن قيادة وشعبًا، ومن يتابع كلماته في المحافل الدولية، وخاصة في مجلس الأمن، يدرك أن الرجل تحول إلى قلعة صمود وفخر، وفيلق متقدم من فيالق العز الأردنية. لقد تمكن الصفدي من أن يضع الأردن في صدارة المشهد الدبلوماسي العالمي، وهو يتحدث بنبض الأمة من مراكش إلى قطر، مدافعًا عن فلسطين وعن غزة، كاشفًا الوجه الحقيقي للكيان الإسرائيلي أمام العالم، ومقزّماً صورته الزائفة التي طالما حاول تسويقها كدولة ديمقراطية.

في خطابه الأخير أمام مجلس الأمن، لم يتردد الصفدي في وصف الحكومة الإسرائيلية بأنها حكومة مارقة، وأنها حولت غزة إلى أرض موت للإنسان. بكلمات موجزة وقاطعة، وضع النقاط على الحروف حين أكد أن مليون فلسطيني يعيشون في مدينة غزة تحت وطأة المجاعة، في جريمة إبادة جماعية لا يمكن للعالم أن يتجاهلها. هنا، مارس الصفدي وظيفته الدبلوماسية في أقصى حدودها، محولًا القاعة الدولية إلى محكمة علنية يواجه فيها الكيان الغاصب بجرائمه، ويُحرج داعميه الذين يغطّون على هذه الجرائم بذرائع واهية.

لقد برع الصفدي في استخدام أدوات الدبلوماسية كسلاح سياسي يوازي في قوته الميدان العسكري. حين يتحدث وزير خارجية الأردن بهذه الشجاعة، فهو لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل الموقف الأردني قيادة وشعبًا، وأجيالًا أردنية ترى فيه الأمل في زمن الخيبات. إنه يرفع راية الأردن عاليًا، مؤكدًا أن الصوت العربي ما زال قادرًا على فضح الطغاة أمام الرأي العام العالمي.

الصفدي لم يكتفِ بوصف المعاناة الفلسطينية، بل ذهب أبعد من ذلك حين حَمَّلَ إسرائيل مسؤولية الإبادة الممنهجة، مبيِّنًا أن كل وسيلة تُستخدم لإبادة شعب كامل تقع ضمن نطاق الجرائم ضد الإنسانية. بهذا، لم يترك مخرجًا لإسرائيل أو داعميها، بل وضعهم في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي، وذكَّر العالم أن هذه الجرائم تستوجب الملاحقة في كافة المحاكم الدولية.

فقد لعب الصفدي دورًا عظيمًا في إعادة تعريف الصراع داخل أروقة الأمم المتحدة. فهو لم يقبل أن يكون الخطاب مجرد عبارات دبلوماسية باردة، بل حوله إلى صرخة حق تهز ضمائر العالم، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية.

هو فيلق أردني متقدم يقف في وجه قوى الشر والطغيان، ويذكِّر العالم أن الطغاة عبر التاريخ لم يسجلوا قسوة ولا قذارة كما يسجلها الكيان الإسرائيلي اليوم. الصفدي بهذا الموقف لم يُحرج الكيان فقط، بل أحرج منظومته الداعمة، وأثبت أن الأردن رغم محدودية إمكاناته، يظل شامخًا في مواقفه، مدافعًا عن قضايا الأمة، وحارسًا للكرامة الإنسانية.

إنه وزير خارجية نعم، لكنه في لحظة الحقيقة كان محاربًا على الجبهة السياسية، وسلاحه الكلمة القوية والحق الساطع، وبذلك رفع الأردن إلى مكانته الطبيعية، قلعة صمود وفخر وتحدٍ، وترك بصمة لن تُمحى في مواجهة أعداء الإنسانية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :