facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن: هوية راسخة ورسالة ممتدة في زمن التشكيك


د. بركات النمر العبادي
14-09-2025 10:32 AM

لم يكن الأردن يوماً دولةً عابرة في الجغرافيا أو رقماً على هامش التاريخ ، بل كان مشروع نهضة متجدد وملاذاً دافئاً للأحرار ، وميدان بطولة تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل ، فالأردن منذ نشأته ارتبط بالرسالة لا بالمصلحة ، وبالثوابت لا بالمتغيرات، وظل يحمل لواء العروبة بصدق وإخلاص، حتى غدا الوطن الصغير في مساحته كبيراً في حضوره ومواقفه.

في قيادة هذا الوطن ، يقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمير الحسين ، استمراراً لسلسلة ممتدة من ملوك بني هاشم الذين جعلوا من العرش الأردني مرآة لقيم الوفاء والانتماء ، فقد حملوا الأمانة كما حملها الأجداد من قبلهم ، فكانوا صادقين في العهد ، قريبين من نبض شعبهم ، ثابتين في المحافل الدولية ، يؤكدون أن الأردن لا ينحني إلا لخالقه ، ولا يساوم على مبادئه ولا على ثوابته.

ولم تكن كلمات جلالة الملك في مجلس الأمن سوى انعكاس لهذه الثوابت ؛ إذ جاء صوته صريحاً ، مدوياً ، ليعلن أن فلسطين وغزة ليستا قضية إنسانية فحسب ، بل قضية حق وعدل وكرامة ، ولقد حمل الأردن بقيادته الموقف العربي الأصيل حين خفتت أصوات كثيرة ، وأثبت أن الخطاب الصادق أقوى من ضجيج المصالح ، وأن من يملك الشرعية التاريخية والأخلاقية يظل قادراً على مواجهة العالم بالحقيقة.

إلى جانب القيادة ، تقف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ، وعلى رأسها المخابرات العامة ، صمام أمان الوطن وحامي ثوابته ، فهؤلاء الأبطال تربوا على قيم الشرف والتضحية ، يذودون عن الحدود ويحرسون الوطن من الداخل والخارج ، ويعملون بصمت وإخلاص للحفاظ على استقرار الأردن وأمنه القومي ، إن دور المخابرات العامة لم يقتصر على جمع المعلومات ، بل امتد إلى حماية الاستقرار السياسي والاجتماعي ، وكشف المؤامرات قبل أن تتحول إلى تهديدات ، فكانوا العين الساهرة والدرع الصامد في وجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن أو بث الشكوك في مواقفه.

أما الشعب الأردني ، فهو القلب النابض لهذه المعادلة ، شعب وفيّ يعرف معنى الكرامة ، يقف خلف قيادته وجيشه في كل الظروف ، ويثبت في كل لحظة أنه شريك أصيل في صناعة النهضة ، وأنه ابن وطن لا يعرف إلا البقاء مرفوع الرأس ، لقد أثبت الأردنيون ، في مواقفهم من فلسطين وغزة ، أنهم ليسوا مجرد متفرجين على قضايا أمتهم ، بل شركاء في حمل الهمّ العربي ، وأن صوتهم يتجاوز الحدود ليعلن انتماءهم الأصيل للأمة.

ويتخلل هذا المشهد أولئك المخلصون من أبناء الوطن ، الذين آثروا العطاء على الأخذ ، والإنجاز على الظهور، فكانوا الجنود المجهولين الذين يُشيّد بهم بنيان الدولة بعيداً عن الأضواء والضجيج. هؤلاء الأبطال يجعلون من الأردن وطناً متماسكاً في العمق ، عصياً على كل محاولات التشكيك والتشويه ، لا تهزه كلمات عابرة ولا حملات إعلامية تبحث عن شهرة مؤقتة ، بل يبقى راسخاً في الهوية ، ثابتاً في مواقفه ، حاملًا شعلة النهضة والأمانة الوطنية.

وهكذا يبقى الأردن – بفضل الله ، ثم بقيادته الهاشمية ، وجيشه العربي ، ومخابراته العامة وأجهزته الأمنية ، وشعبه الوفي – صخرة صامدة في مواجهة الرياح العاتية ، وطنٌ لا تنحني له المؤامرات ، ولا تهزه كلمات العابثين ، فمن غزة إلى القدس ، ومن عمّان إلى كل محفل دول ، يظل صوته رسالة أمل وضمير حي ، شهادة وفاء للأمة ، وصرخة حق في زمن تاهت فيه الأصوات ، الأردن هو الوطن الذي يُحب بصدق ، ويُفدى بوفاء ، ويُحرس بإخلاص ، وطنٌ لا يعرف إلا البقاء مرفوع الرأس، مستمراً في نهجه ، حاملًا شعلة العدالة والكرامة ، شامخاً كجبلٍ لا تهزه العواصف ، ومضيئاً كنجمة في سماء العرب.

حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطى قيادته وشعبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :