الوحدة الوطنية درع الأردن في مواجهة التهديدات
د. هاشم احمد بلص
14-09-2025 12:06 PM
تشكل الوحدة الوطنية في الأردن صمام الأمان الحقيقي في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية على حد سواء، ولا سيما التهديدات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف أمن الدولة واستقرارها وهويتها الوطنية، وفي ظل الظروف الإقليمية الراهنة، يبرز دور المواطن الأردني كخط الدفاع الأول في حماية الوطن من أي محاولات للنيل من أمنه أو زعزعة ثقة أبنائه بمؤسساته.
إن دعم الجهود الملكية في هذا السياق ليس مجرد خيار، بل هو واجب وطني وأخلاقي، فجلالة الملك عبد الله الثاني يقود بحنكة دبلوماسية وعسكرية معركة الدفاع عن السيادة الأردنية وحقوق الشعب الفلسطيني، في وقت تتعاظم فيه المخاطر وتتسارع فيه وتيرة الاستهداف، ومن هنا، فإن مساندة هذه الجهود عبر الالتفاف حول القيادة، وإظهار التماسك الشعبي، يمثل رسالة قوية للداخل والخارج بأن الأردن موحد خلف قيادته في مواجهة أي تهديد.
ولا يقل الحفاظ على الهوية الوطنية أهمية عن حماية الحدود والأرض. فالمحاولات الإسرائيلية تستهدف في جوهرها طمس هوية المنطقة وتغيير معالمها الديموغرافية والسياسية، الأمر الذي يجعل التمسك بالهوية الأردنية، والقيم المشتركة، والتاريخ الواحد، ضرورة وطنية كبرى، وهذا يتطلب من المواطن أن يبتعد عن كل أشكال الشائعات أو الترويج لها، لأنها أصبحت سلاحًا ناعمًا لتقويض الاستقرار الداخلي وبث الفرقة بين الناس، إن الحذر الإعلامي والوعي المجتمعي يشكلان خط الدفاع الموازي للجيش والأجهزة الأمنية في الميدان.
وعلى صعيد آخر، فإن الأحزاب السياسية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، فقد غابت عن المشهد في كثير من الأحيان عند المنعطفات المفصلية، تاركةً المواطن وحيدًا أمام معركة الدفاع عن الوطن، إن المشاركة الحقيقية للأحزاب يجب أن تتجسد في خطاب وطني جامع، وبرامج عملية تعزز صمود الدولة وتحصن المجتمع ضد أي اختراقات أو محاولات لإضعاف ثقة المواطن بمؤسساته.
إن الجامعات والمدارس ليسا مجرد مؤسسات تعليمية، بل هما مصانع الرجال والنساء الأوفياء للوطن، ففي قاعات الدرس تُصنع العقول الواعية، وفي ساحات الجامعات والمدارس تُبنى القيم الوطنية، ويترسخ الانتماء الحقيقي، إن التربية والتعليم هما خط الدفاع الثقافي والفكري عن الأردن، وهما الساحة التي يجب أن تُزرع فيها بذور الولاء والوعي الوطني، لتخرج أجيالًا قادرة على حمل الراية وصون الأرض والهوية.
إن الأردن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب من الجميع، مواطنين ومؤسسات وأحزابًا، الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، والتسلح بالوعي والانتماء، وتقديم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، فالأوطان لا تُحمى بالشعارات، بل بالإخلاص، والتكاتف، والعمل الجاد في سبيل وحدتها وسيادتها وأمنها.