facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلطة تتحلل ام الدولة تستعيد وعيها؟


عمر كلاب
14-09-2025 02:29 PM

باغتني صديق محترم برأي مفاده ان الدولة تتحلل وتفقد تماسكها، مستندا الى حالة الهيجان العام في البيانات والتعليقات السلبية والحراكات غير المنضبطة، ويرى الرجل ان حالة الاستقواء على الدولة بدأت في انهاك الدولة وليس السلطة فقط، وبالقراءة السريعة للمشهد قد يبدو الرأي وجيها، فحالات العصيان بدات تأخذ شكلا ابتزازيا، وابسط رصد للحراكات والمطالب نجدها في معظمها مطلبية بما يفوق القدرة والمقدرة، فهذه ظواهر فيها استقواء اكثر مما فيها مطالب معيشية عامة، وعند نقاش اي من هذه الحراكات تجد الجواب حاضرا، الكل مستفيد لماذا نحن لا نستفيد، فالوطن منهوب ويجب ان نأخذ حصتنا من الغنيمة، فلا أحد يسعى الى وقف الهدر والنزيف بل يسعى الى أخذ حصته من المنهوبات.

الصورة على جهاز الأشعة التقليدي او البسيط، صحيحة، لكن اذا اخذنا صورة مقطعية او صورة رنين للمجتمع سنجد القصة مختلفة تماما، فبعد مائة عام من عمر الدولة، يبدو منطقيا هذه الحالة من الململة والقلق، تحديدا ان حصيلة العقدين الاخيرين مُلتبسة تماما، فمن بحبوحة مالية ومناصبية لكثيرين، إلى مرحلة فقدنا الاقتصاد الوطني وفقدنا معه هيبة المنصب العام والوظيفة العامة، وبات المالي يتحكم بالاقتصادي، بدليل ان البنوك هي القوة الضاربة وكذلك سوق عمان المالي ورأينا كيف ان ماعون ورق جرى طباعة اسم شركة عليه استنفذ كثيرا من اموالنا في المضاربة، فقيمة السهم كانت بعشرات الدنانير في حين ان واقعها مجرد ماعون ورق لا اكثر، وكل ذلك بسبب سطوة المالي على الاقتصادي، وبات مصطلح الفريق الاقتصادي مصطلح تنفيذي، لاصلاح اختلالات في القرارات اكثر منه مصطلح تاسيسي او تفكيري، رغم تجول بسيط في هذا النهج مؤخرا، مع بداية المرحلة الثانية من الخطة التنفيذية للرؤية الاقتصادية.

الصورة المقطعية تكشف ان السقوف المرتفعة ولا اقصد قلة الأدب، فهناك فرق بين السقف المرتفع والسقف الخالي من الادب، ليس مقلقا طالما انه يخرج من ذوات يعيشون داخل الوطن ومن ابناء السيستم، فمعظمهم خالف في العشق وما خالف في العفة والطرب، وإن كان سؤال صمتهم السابق وصمتهم وهم في المسؤولية ما زال قائما وواجب الاجابة، إلا انهم ابناء هذه الارض ومن حقهم اثارة الاسئلة الحرجة ونحن نلج سنوات المئوية الثانية، فالدولة كائن بشري تتحسس وتلتهب وتتعافى، وفي حالتنا فقد ارتفعت سماكة جلد الدولة وبات احساسها بالمواطن ضعيف، وربما غير موجود نتيجة سماكة هذا الجلد، الذي حوله رجالات طبقة الحكم الى حراشف لا تستشعر بالجو المحيط.

بحكم التاريخ واحتكاما الى منطقه وفق المنهج الديالكتيكي، فإن الدولة تستعيد وعيها ولا تتحلل، رغم مظاهر التفسخ البادية على جلدها، من حراكات وتصريحات خارقة للمالوف، فقد مارست السلطة كل انواع التدليس والكذب على الناس وكانت حصيلة كل برامجها تراجع على كل المستويات، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وما عاد الاصلاح الخارجي قادر على ادارة محرك المركبة الوطنية، فالخلل في العقل والمحرك وليس في هيكل المركبة، وكل محاولات تحسين الهيكل الخارجي وتغيير الوانه بتغيير الحكومات لن تحقق المأمول، فثمة خلل كبير في مسننات الحركة وتحتاج الى نهج جديد في ادارة الدولة، عبر تحجيم السلطة لخدمة الدولة وليس العكس.

السلطة سطت على الدولة، ثم تم السطو على السلطة، لصالح طبقة من انصاف السياسيين واشباههم ومن ماليين وكمسيونجية، ولم تعد السلطة بيد الشعب، ومن هنا يبدأ الحل اصلاح سياسي منهجي، يبد، بصندوق اقتراع قادر على افراز قوى شعبية حقيقية وليست هجينة كما هو الحال الآن.

omarkallab@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :