نداء إلى الحكام العرب والمسلمين
د. بركات النمر العبادي
15-09-2025 03:31 PM
اجعلوا من قمة الدوحة محطة فارقة في التاريخ في زمنٍ يرزح فيه العالم العربي والاسلامي تحت وطأة الفوضى والانقسام ، وتعيش الشعوب فيه حالة من الإحباط والوهن ، تبرز قمة الدوحة المقبلة كفرصة تاريخية لا تحتمل التكرار ، فإما أن تُسجَّل لحظة فارقة تعيد للأمتين مجدها وكرامتها، أو تُضاف إلى سلسلة الخيبات التي أثقلت الذاكرة العربية والإسلامية.
نحن لا ندعوا إلى إعلان الحرب ، فذلك حلم بعيد المنال في الظروف الراهنة، بل نطالب بإرادة سياسية حقيقية تُترجم إلى خطوات عملية التطلعات التالية:
توحيد المواقف ولو بالحد الأدنى القابل للتنفيذ.
تفعيل أدوات الضغط الاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية التي نملكها ولم تُستثمر كما يجب.
تنويع الشراكات الدولية بما يحرر القرار العربي والإسلامي من الارتهان الكامل لواشنطن أو لأي طرف منفرد.
إطلاق خطاب إعلامي وقانوني موحّد يفضح ازدواجية المعايير ويضع العالم أمام مسؤوليته تجاه قضايا الأمة.
إن الشعوب العربية والإسلامية أثبتت عبر التاريخ أنها أوفى من أنظمتها وأكثر استعدادً للتضحية ، وهي اليوم تنتظر من قادتها قرارات تحفظ الكرامة وتعيد الثقة بين الحاكم والمحكوم ، فالقمة ليست مناسبة بروتوكولية ، بل امتحان للقدرة على مواجهة التحديات الوجودية بعقل استراتيجي جديد.
ختامًا ، إن قمة الدوحة ليست حدثًا عابرًا ، بل لحظة مفصلية : إما أن تكون منطلقًا لنهضة سياسية تعيد الاعتبار للأمة وتجعلها عصيّة على الطامعين ، أو أن تبقى شاهدًا على عجز النظام الرسمي عن الارتقاء إلى مستوى التاريخ ، وتجعلنا دوما مطية لعربدة الجندي الاسرائلي على الارض ، وتفوق الطيران الاسرائلي في الجو العربي و الاسلامي، والاعلام الصهيوني بكل سردياته المزعومة على كل فضاءات الاعلام العربي.
حمى الله الاردن وسددعلى طريق الخير خطى قيادته وشعبه