facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرارة العجز العربي والإسلامي


جمال القيسي
18-09-2025 09:37 AM

لم تعد مأساة حرب الإبادة في غزة مختزلة في الصور اليومية من مسلسل الدم والموت؛ بل تحولت هذه الحرب إلى مرآة تُعرّي ضعف الأمة العربية والإسلامية. منذ عامين والعالم يتابع الإبادة الدموية على الهواء مباشرة: أطفال ونساء وشيوخ يسقطون تباعا، ويتابع إحصاء أعداد الضحايا وأكفانهم التي تتراكم كصفعات موجعة مهينة على وجه الضمير الإنساني. غير أن ما يوجع أكثر من مشاهد القتل هو مذاق العجز الذي يُكبّل الموقف العربي والإسلامي ويحوّله إلى بيانات إنشائية لا تصنع فارقا.

إسرائيل لا تُخفي أهدافها؛ فخطابها السياسي والعسكري يؤكد أن المطلوب ليس الرهائن ولا السلاح، بل رأس المقاومة ذاتها، وهذا ما يجعل الحرب مشروعا دمويا مفتوحا، لا تُنهيه التنازلات ولا تُوقفه الهدن. هو مشروع لاقتلاع الهوية الفلسطينية ومحو الجغرافيا العربية من الوعي والذاكرة.

العدوان تجاوز حدود غزة. الاعتداءات المتكررة على مدن وعواصم عربية، والاختراقات الجوية المتكررة، لم تعد مجرد حوادث عابرة؛ بل رسائل سياسية بأن لا أحد بمنأى عن الإهانة. أما صور الحفريات تحت المسجد الأقصى، التي ينشرها الاحتلال بوقاحة واستهتار، فهي إعلان صريح أن الاستهانة وصلت إلى عمق المقدسات الإسلامية، وإلى كرامة مليار ونصف مسلم. السؤال هنا: ماذا ينتظر العالم العربي والإسلامي بعد هذا كله؟!

آن للموقف العربي أن يتصلب ويتوحد، لا بوصفه تضامنا أخلاقيا طبيعيا فقط، بل باعتباره ضرورة وجوديا؛ فالتفكك يعني أن كل دولة ستُواجه المصير ذاته منفردة، وأن العجز سيتحوّل إلى تقليد يومي يتوارثه الجيل تلو الآخر.

ليست غزة وحدها من تُباد؛ بل الإنسانية نفسها، وكرامة الأمة التي تُستباح أمام الشاشات. إن أخطر ما في هذه المرحلة ليس القتل والإذلال وحده، بل اعتياده، واستمراء مذاق مرارة العجز حتى يصبح قدرا لا راد له!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :