facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نعيد جسور التواصل بين المدرسة والأسرة؟


20-09-2025 02:04 PM

عمون - من شادي نبيل - عندما تستقر نسبة النجاح في امتحان الثانوية العامة لعام 2025 عند حوالي 62.5%، يصبح السؤال ملحًا: أين تكمن الفجوة؟الإجابة لا تقتصر على المناهج أو أساليب التدريس، بل تمتد إلى علاقة حيوية تواجه تحديات صامتة؛ إنها الشراكة بين المدرسة والأسرة. هذه العلاقة التي تعد حجر الزاوية في نجاح أي طالب،تقف اليوم في الأردن تحت ضغط هائل،مما يستدعي وقفة جادة لتحليل الواقع واقتراح حلول عملية.

على خط الجبهة التعليمي،يقف المعلم الأردني مثقلاً بمهام تتجاوز التدريس وإعداد الحصص والتقييم،ليجد نفسه أمام مسؤولية المتابعة الفردية لكل طالب،وهي مهمة تستنزف وقته وطاقته في ظل غياب الدعم التنظيمي والتقني الكافي. ورغم إيمان غالبية المعلمين الراسخ بأهمية التواصل مع الأهل،إلا أنهم يطالبون بآليات واضحة ومنظمة تجعل هذا التواصل فعالاً ومستدامًا بدلاً من كونه عبئًا إضافيًا.

في المقابل، يخوض أولياء الأمور معركتهم الخاصة ضد ضغوط الحياة. فساعات العمل الطويلة،وتحديات المعيشة،إضافة إلى قلة الإلمام بمتطلبات التعليم الحديث،تجعل من المتابعة اليومية للواجبات والالتزامات المدرسية مهمة شبه مستحيلة للكثيرين. ورغم رغبتهم الصادقة في دعم أبنائهم،يشعرون بالعجز،مما يخلق حلقة مفرغة من ضعف التواصل وتراجع الأداء الطلابي.

فيما سعت وزارة التربية والتعليم إلى مد جسور رقمية عبر بوابات إلكترونية موحدة مثل "درسك" وتطبيقات التواصل الحديثة. لكن هذه الأدوات،رغم أهميتها،لم تحقق الغاية المرجوة بالكامل. فالمشكلة لا تكمن في غياب التكنولوجيا،بل في ضعف التدريب عليها؛فكلا الطرفين،المعلمون وأولياء الأمور، بحاجة ماسة إلى تأهيل مستمر لضمان استخدام هذه المنصات بفاعلية،وتحويلها من مجرد قنوات لإرسال الواجبات إلى مساحات تفاعلية حقيقية.

ولتحويل هذه التحديات إلى فرص،لا بد من تبني استراتيجية متكاملة ترتكز على عدة محاور ابرزها:

تعزيز وتطوير القدرات الرقمية:لا يقتصر الأمر على توفيرالمنصات،بل يجب إطلاق برامج تدريبية دورية ومبسطة للمعلمين والأهالي،تركز على تحقيق أقصى استفادة من الأدوات الرقمية المتاحة.

إعادة تعريف الأدوار المساندة:يجب تخفيف العبء عن كاهل المعلم عبر تفعيل أدوار المرشدين التربويين وفرق الدعم المدرسي،ليتولوا جزءًا من مهام المتابعة والتواصل،مما يتيح للمعلم التركيز على جوهر العملية التعليمية.

التواصل المرن والفعال:يجب أن تتجاوز اللقاءات النمطية التقليدية. وتنظيم لقاءات دورية منتظمة (وجاهيًا وافتراضيًا) في أوقات مرنة تتناسب مع أوقات أولياء الأمور العاملين،وضرورة تشارك الآراء والمقترحات بشكل عملي في خطط عمل واضحة.

تثقيف الأسرة لا تأنيبها: بدلاً من لوم أولياء الأمور،يجب تمكينهم عبر ورش عمل ومواد تثقيفية تزودهم بآليات بسيطة وفعالة لدعم أبنائهم تعليميًا ونفسيًا،دون الشعور بالضغط أو الإرهاق.

الطالب أساس التواصل:يجب تفعيل دور الطالب ليكون شريكًا أساسيًا في تقدمه الدراسي،من خلال إشراكه في وضع أهدافه التعليمية وتحميله جزءًا من مسؤولية متابعتها،مما يعزز لديه الشعور بالمسؤولية والاستقلالية.

إن ترميم علاقة الشراكة بين المدرسة والأسرة في الأردن ليس خيارًا أو رفاهية،بل هو ضرورة استراتيجية. فالتعاون المنسق بين المعلم وولي الأمر هو الضمانة الحقيقية لتعزيز الأداء الأكاديمي،وبناء شخصية الطالب،ورسم ملامح مستقبل تعليمي أكثر إشراقًا. إنه استثمار لا يقدر بثمن في أبنائنا،وفي مستقبل وطننا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :