facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الامتعاض الأوروبي من الموقفين الألماني والمجري في غزة


خلدون ذيب النعيمي
21-09-2025 12:44 AM

يمثل الانزعاج الواضح لدول الاتحاد الاوروبي من موقفي المانيا والمجر لما يجري من حرب ابادة اسرائيلية في غزة بمثابة المقياس لمدى انسجام هذا الاتحاد في قضية تمس الثوابت والمبادئ التي قام عليها في احترام كرامة الانسان وحقوقه واولها حقه في الحياة وبالتالي فمصداقية هذه المبادئ يحددها التعامل مع المأساة الانسانية لمدنيي غزة ، فموقف هاتين الدولتين لا يزالان العائق الأكبر أمام تبني موقف أوروبي أكثر حزماً تجاه إسرائيل خاصة بما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية أو تعليق اتفاقية الشراكة.

صعوبة اتخاذ موقف واحد تجاه قضية ابادة جماعية تجري امام اعين شعوب القارة والعالم ككل هو بمثابة انذار خطير ان الاختلافات هنا يحكمها المواقف الخاصة البحتة دون ادنى تفكير بالمصلحة الجماعية للاتحاد ، وهو ما يراه الكثير من المتابعين لشؤون القارة العجوز بمثابة النار تحت رماد مجاملات معسول الكلام والابتسامات التي ظهرت في اجتماع وزراء الاتحاد في الدنمارك في نهاية شهر آب الماضي ، وهنا يرى المراقبون انفسهم انه رغم اتخاذ بعض دول القارة مواقف احادية كتعليق صادرات الاسلحة ومنع زيارة وزراء التطرف الاسرائيلي فأن ذلك يعتبر تعزيزاً للفشل الاوروبي في صون المبادئ وذلك على الرغم من تبنيه الرمزي للانزعاج من القرار الاميركي بمنع الفلسطينيين من حضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة المرتقب.

"عقدة الذنب" التي وضع فيها الساسة الالمان بلادهم في قيد دائم تجاه ما يسمى بالهولكوست لا ينفك مهما قدمت برلين هي الرسالة التي لا يخجل هولاء السياسيين عن ترديديها لشعوبهم وللخارج ، وهي العقدة التي ثبت زيفها العرقي بالنظر ان مجموع الضحايا اليهود في السجلات اليهودية نفسها لا يتجاوز 5 مليون شخص فيما مجموع ضحايا الشعوب الاوروبية الأخرى يتجاوز 15 مليون شخص ، فالتعويضات الالمانية التي تجاوزت 100 مليار دولار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والموجهة للضحايا اليهود دون غيرهم هو دليل على عدم المصداقية الأخلاقية والتي كرسها الساسة الالمان حالياً بالدعم الأعمى السياسي والعسكري والاقتصادي لجرائم اسرائيل في غزة.

اما المجر فهي تكرس هنا سيرها عكس تيار الاتحاد الاوروبي من خلال موقفها من روسيا وحربها في اوكرانيا ، وهي في قضية غزة تجسد موقف حزبها الحاكم "فيدس" اليميني الشعبوي من خلال معاداة المسلمين ومهاجريهم بالذات والمنطلق من رواسب تاريخية تعود للفتوحات العثمانية للمجر ومنطقة البلقان عموماً في القرن الرابع عشر .
اوروبا على مفترق طرق قد يؤكد وحدتها او يكرس القادم المجهول الذي يرتعب ساسة القارة عن ذكره ، فانسحاب بريطانيا من الاتحاد في نهاية كانون الثاني 2020 كان بمثابة الهزة العنيفة للاتحاد التي اعتقد قادته انهم استطاعوا استيعابها ، ولكن وصول عدد من الاحزاب اليمينية للسلطة في عدد من دول الاتحاد ومناداتهم بالمصالح الخاصة على حساب مصالح الاتحاد الاوروربي بالتزامن مع حرب اوكرانيا كانت الهزة الأشد التي يحاول ساسة الاتحاد التعامل معها حالياً ، وهم بلا شك لا ينقصهم الهزة الجوهرية في المبادئ التي قام عليها الاتحاد وينادي بها وذلك في ظل اختلافهم بالتعامل مع السلوك الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية ، وفي خضب حرب الابادة الإسرائيلية المستعرة في غزة فلا شك ان المستقبل القريب سيكون صخباً ومصيرياً ايضاً للأتحاد الأشهر عالمياً بالنظر لموقفه من هذه الحرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :