facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تداعيات وتأملات


د. محمد بزبز الحياري
21-09-2025 10:35 AM

_ ضربة اسرائيل لقطر، هي ضربة لجميع الانظمة العربية، لابل هي ضربة لمفهوم ومعنى السيادة، وتحديدا مفهوم السيادة القُطْرِيََة المتهالكة، والتي ثبت عدم جدواها وعدم انتاجيتها ضربة بعد ضربة وانتهاكا بعد انتهاك...هذه السيادة المُستعارة، والتي شكلت للغير والمارقين مرتعا خصبا للمضي قدما في بناء مشاريعهم والتمادي فيها ، ونحن ما زلنا نردد شعار القُطر أولا.

_ اسرائيل ومن خلفها امريكيا ليس لهما صديق ، حتى انهما تجاوزا مفهوم الصداقة المبنية على المصالح المشتركة، وضربا بها عرض الحائط بكل استهتار وبرود، والمتدفيء بهما بردان ، واللابس لثوبهما عريان وواهم ، ومن ظل يكابر ويقول ان هناك ولو بصيص صداقة فهو أعمي وأبكم وأصم، ويستحق ما هو أمر وأقسى...صديقك هو سلاحك .

_ عقل الدولة الاسرائيلية يدرك كل الادراك انهم طارئون على هذه المنطقة وان لا قبول لهم، ثقافيا وجغرافيا وديمغرافيا...الخ ، لا قبول لهم ماضيا وحاضرا ومستقبلا وتحت اي استراتيجية، أو تحت أي مظلة كانت، وهم يدركوا كل الادراك ان أي دولة تتعامل معهم من دول المنطقة ليس الا احتواء (مؤقت) لموازين القوة فقط لاغير، وهذا الذي يسبب لهم التوتر والعصبية المفرطة واللجوء للمزيد من القوة كسبيل وحيد للتعامل مع وإحتواء هذه الحقيقة التي لم يطرأ عليها أي تغيير بالرغم من مرور ثمان عقود وأكثر.

_ هذا القلق الوجودي الذي يصل لحد الهاجس، هو المسيطر على أذهان مسؤوليهم عند اتخاذ أي قرار، وبالتالي يحتم عليهم وكسبيل للتعامل مع هذا الواقع، تجزئة وتفريق محيطهم الرافض لهم، وإشغالهم بأنفسهم وإضعاف دولهم( فهم لا يثقوا بالحكام حتى وإن كانوا أصدقاء)، ومنع اقامة عقل جمعي مشترك بأي شكل من الاشكال وتحت أي إطار سواء كان عربي او اسلامي، وحتى عدم إقامة اي تحالفات مشتركة كون هذه التحالفات فيها مقتلهم مهما صغر حجمها.

_ اسرائيل اصبحت جميعها يمين متطرف، لكن نتنياهو الآن يقود اليمين الاشد تطرفا ، ومن يعول على السلام فهو واهم ، ومُقترح حل الدولتين بات دُعابة سخيفة ، و بالمناسبة عَرضَت الكنيست قانون يمنع إقامة دولة فلسطينية، فوافقت عليه جميع الأحزاب ( ما عدا العربية)، واستطلاعات الرأي تشير لنسبة ٨٥ بالمئة ترفض إقامة الدولة الفلسطينية ، طبعا ال ١٥ بالمئة الباقية هم العرب.

_ استغلت اسرائيل ٧ اكتوبر( طوفان حماس)
واتخذته ذريعة للتدمير والإبادة اولا ، ثم المضي قدما نحو المرحلة اللاحقة من اسرائيل الكبرى ( ضم الضفة وغزة)، من ناحية ٱخرى تعزز شعور اسرائيل بالقلق الوجودي، فأطلقت العقال لعربدتها المستند لفائض قوتها وتفوقها ودعم حلفائها لتعطي درسا للمنطقة كاملة ان اسرائيل تتعامل وفق إحتمالية وقوع الخطر وليس عند وقوع الخطر نفسه، من هنا سارعت بضرب ايران وسوريا ولبنان وقطر.
_ أما مسألة القفز عن وتجاهل الشرعية والاعراف الدولية، فاصبحت مسألة متكررة ، ووضعت اسرائيل نفسها بمصاف الدول العظمى بسهولة خرقها للقوانين وتجاهلها لردة فعل المجتمع الدولي.

_ شئنا أم أبينا، ما زالت القوة هي المتحكم الرئيس في معادلة أي صراع، وعلى الطرف الضعيف اللجوء للقانون ، حتى ان القانون نفسه يحابي القوي في مفاصل كثيرة ضد الضعيف.

_ نعم حدث هناك تغير ملموس ذو إتجاهين بالراي العام العالمي، سلبيا تجاه اسرائيل و ايجابيا تجاه القضية الفلسطينية، لكن....هذا التغير ووفق دراسات احصائية علمية، ما زال تأثيره صفر على القرارات الرسمية، ولم نلمس له أثر على أرض الواقع بتغيير سياسات وقرارات الدول تجاه اسرائيل أو تجاه القضية الفلسطينية.

_ إحياء الشعور بالٱمة( عربية أو اسلامية) وليس القُطر الضيق، وإيقاظ عزة وكرامة الٱمة جمعاء، هو ما يُقنع الشعوب ويجعلها تلتف حول أنظمتها وتعمل بِجِد ، وهنا يكون إطلاق العقل الجمعي الذي سيترجم لاحقا وبسهولة لعمل جمعي يولد القوة ، وبدورها ستناطح القوى الغاشمة عن إقتدار ، والتاريخ ( وتاريخنا) يثبت ذلك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :