facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اكتوبر .. شهر الهزائم والانتصارات والمفاجآت


د. ذيب القراله
21-09-2025 10:51 AM

تلعب الايام والشهور والاعوام ، التي تُؤرًخ للاحداث الكبرى، سواء كانت ( انتصارات او هزائم او مفاجآت) دورا هاما في تشكيل العقل الجمعي للامم والشعوب، وترتبط نفسيا ومعنويا واستراتيجيا ، بمخططاتها واهدافها وتطلعاتها المستقبلية ، في محاولة منها لمحو (دلالات الذُل) او تثبيت (عناوين العزً) التي تُستدعى مع كل (توتًر او تصعيد او مواجهة جديدة).

تاريخيا ، يعتبر شهر ( اكتوبر ) الذي سندخل عتبته بعد ايام ، واحدا من الشهور التي شهدت محطات فاصلة في مسيرة الصراع العربي - الاسرائيلي ، وفي تاريخ القدس، حيث تحقق فيه ( انتصارا ) للعرب ، وشهد ( هزائم ومفاجآت ) لاسرائيل التي ارتكبت خلاله العديد من المجازر والاغتيالات ، وهو على النقيض من شهر ( حزيران ) الذي ارتبط بذاكرة العرب بالنكسة ، فيما صنعت تل ابيب من خلاله اسطورة (الجيش الذي لا يُقهر).

ولأن ذكرى كل معركة او مواجهة، باتت مناسبة رمزية يستدعي فيها كل طرف ماضيه ، لبلورة مستقبله، فالمنتصر يُعزز بها ثقته ويستنهض هِمًته ، والمنهزم يجعلها حافزا للثأر ومحو العار في المعارك اللاحقة ، ولذلك نتساءل ، هل سيشهد شهر ( اكتوبر ) المقبل ، احداثا او قرارات تؤسس لمرحلة جديدة ، من تاريخ المنطقة ( على واحدة من الجبهات المتعددة المفتوحة في غزة والضفة ولبنان وصنعاء ، وصولا الى طهران ، التي يجري تسخين ملفها من جديد عبر اعادة تفعيل العقوبات).
ولكي ندرك اهمية شهر ( اكتوبر ) تاريخيا نلفت الانتباه باختصار الى نماذج من الاحداث التي شهدها هذا الشهر ، حيث شهد في العام ١١٨٧ معركة تحرير القدس من الصليبين على يد صلاح الدين الايوبي بعد ٨٨ عاما من احتلالها، وحققت فيه مصر، معجزة السادس من اكتوبر ضد اسرائيل عام ١٩٧٣ ، وحصلت فيه احداث السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ، وأعلن فيه قيام الدولة العربية في سوريا الكبرى ، على يد الامير فيصل بن الحسين عام ١٩١٨ ، ونجاح صفقة تبادل الاسرى والافراج عن الجندي جلعاد شاليط عام ٢٠١١ .

وفي شهر أكتوبر ذاته كنموذج ،ارتكبت اسرائيل عام ١٩٤٨ مجزرة قرية المجدل ، ومجزرة بئر السبع ، ومجزرة قرية قبية عام ١٩٥٢ ، ومجزرة كفر قاسم عام ١٩٥٦، ومجزرة المسجد الاقصى ١٩٩٠ ، وقصفت مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام ١٩٨٥ ، واغتالت عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ماجد أبو شرار في روما عام ١٩٨١ ، وقتلت العديد من ابناء مدينة قلقيليه عام ١٩٥٦ ، وارتكبت مجزرة بيت ريما قرب رام الله عام ٢٠١١ ، واغتالت الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي في مالطا عام ١٩٩٥، وبدأت العدوان الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا ضد مصر عام ١٩٥٦ .

وتؤكد تجارب التاريخ ( الذي يُعتبر مستودع العِبر ) إن استيعاب دروس الماضي ، يُمثل ضرورة لجميع الاطراف،وهي تتطلع نحو المستقبل.،، فالذاكرة الجمعية تنتج محفزات للتعبئة ، وتعطي اشارات للتحذير في الوقت ذاته، فاسرائيل ستضاعف جهودها لمنع تكرار اية مفاجآت تاريخية ، وربما تسعى خلال الفترة المقبلة إلى خلق ( نصر نوعي ) يعيد رسم الحدود ( غير المنطقية او الاخلاقية ) لمعاني الانتصار في المنطقة ، ولو على حساب ارواح الالاف من الابرياء ، استكمالا لما كانت تفعله يوميا في غزة خلال العامين الماضيين.
وعلى الجانب الآخر، ربما يقوم المحور المناهض لإسرائيل - في ظل حالة الضغط المتواصل التي يتعرض لها - الى القيام بخطوة استباقية ، للتأكيد على أن الزمن يعمل لصالح مشروعه، ومن غير المستبعد ان نشهد ( مفاجئة حوثية )غير متوقعة.

المشهد الراهن – مع تعدد الجبهات المشتعلة – يوحي بأن ذاكرة الحروب السابقة أصبحت محركًا حيويًا للصراع الحالي ، فهي تدفع صانع القرار الإسرائيلي لاتخاذ خطوات مجنونة لاستعادة هيبة تآكلت، وسمعة تلطخت في العالم اجمع ، وفي الوقت ذاته تمنح خصومه الثقة بأن ( الإرادة الجماعية ) هي السلاح الذي لم يُستخدم بعد.

وضمن هذا السياق المُعقًد، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة ، وقد نشهد تصعيدًا اسرائيليا واسعًا ، تحت ظلال( غطرسة القوة ) والدعم الامريكي غير المتناهي ، وايمانها بان هذا الواقع سيقودها الى ان تؤسس وترسم - خلال السنوات الثلاث القادمة - ملامح الشرق الاوسط الجديد الذي تريده ،، فيما سيجد ما تبقى من محور المقاومة ،نفسه مضطرا لخوض ( آخر المعارك ) على أكثر من جبهة في الوقت نفسه ، ويبقى القرار الأخير ، بيد من يتعلم حقًا من دروس التاريخ.

إن وعي كل طرف بتجارب الماضي – انتصاراته وانكساراته – سيحدد بدرجة كبيرة ملامح المرحلة المقبلة من الصراع، بحيث تكون الذاكرة، إما دافعًا لحكمة وحقن دماء ، أو وقودًا لمزيد من المواجهات ،في منطقة تعيش حالة ( ازمة مركبة ) ولم تعرف الاستقرار ، منذ ٨٠ عاما.

theeb100@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :