مَهْدَاةٌ إِلَى السُّعُودِيَّة قِيَادَةً وَشَعْباً وَأَرْضاً بِمُنَاسَبَةِ الْيَوْمِ الْوَطَنِيِّ السُّعُودِيِّ:
قَالُوا تَسَعْوَدَ وَالرِّيَاضُ
هَوَتْ بِهِ لِجِنَانِهَا..
وَمَنَازِلٌ هَانَتْ عَلَيْهِ،
وإخوة وَصِحَابُ.
عَمَّانُ ما أثنتهُ ،
رَغْمَ جَمَالِهَا وَجِبَالِهَا…
وَسُهُولُ إِرْبِدَ
مَنْ تَغَنَّى بِحُبِّهَا…
أَوْ لَوْمَةٌ وَعِتَابُ.
………..
أَوَلَمْ تَرَاهُ مُرَنِّمًا طَرِبًا بِهَا
وَمُشَبِّبًا… فِي حُبِّهَا وَمُذَابُ؟
وَيُقِيمُ، لَا يمنعهُ شَوْقٌ عَارِمٌ
لِمَنَازِلٍ وَمَرَابِعٍ تَنْتَابُ.
جَنَّاتُ إِرْبِدَ، كَمْ نَمَتْهُ لُبَانُهَا
وَدِنَانُهَا، وَغَذَا شَبَابَهُ مَوْطِنٌ خَلَّابُ.
……………
أَرْوَى مَعَاطِبَ شَوْقِهِ نَهْرٌ مَجِيدُ
وَنَسْمَةٌ… تَنْسَابُ.
وَمَدَائِنٌ جَنَّاتُ تَنْعَمُ بِالرَّبِيعِ
وَتَنْتَشِي… وَجَمَالُهَا غَلَّابُ.
أُرْدُنُّهُ وَطَنٌ يَحُجُّ لَهُ الْكِرَامُ
وَيَنْتَمِي لِرُبُوعِهِ الْأَنْجَابُ.
…………
مَا لِي أَرَاهُ مُعَانِقًا نَخْلَ الرِّيَاضِ
وَعَاشِقًا جَنَّاتِهَا؟
وَيَذُوبُ مِنْ فَرْطِ الْهَوَى
وَيُذَابُ؟
ويَعُبُ مِنْ صهباء دَلَتِها الرِوى …
وَيُصِيبُ بَالِغَ شَهْدِهَا وَيُصَابُ…
..................
مُتَرَنِّحٌ مِنْ حُبِّهَا،
وَمُنَعِّشٌ مِنْ عِطْرِهَا،
يَسْبِيه حُسْنُ جَمَالِهَا الْغَلَّابُ…
سَلَبَتْ مَفَاتِنُها نُهَاهُ وَطَوَّحَتْ..
بِسواكِنٍ أَهْدَابُ.
ويُعَلِلُ الرَّوْحَ الْعَلِيلَ بِأُنْسِهَا،
وَغَدَتْ لِقَلْبِه نَشْوَةٌ وَشَبَابُ.
…………..
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعْنَى بِحُبِّهَا،
إِنَّ الْحَبِيبَ تَشُدُّهُ الْأَحْبَابُ.
مَا لِي أَرَاكَ مُوَلِّيًا عَنْ إِرْبِدٍ،
وَشِغَافُ قَلْبِكَ صَابِئٌ مِسْلَابُ؟!
……………..
قَالُوا تَسَعْوَدَ وَاسْتَبَدَّ بِهِ الْهَوَى،
نَقَبَتْ فُؤَادَهُ نَظْرَةٌ وَسِدَادُ.
أَلِفَ الرِّيَاضَ وَآلَفَتْهُ بَدَلَهَا،
أَسْرَتْهُ دُعْجٌ نَاهِبَاتُ شِدَادُ.
فَغَدَا طَرِيحَ الْغُرْبَتَيْنِ، فَمَرَّةً
يَشْكُو الْجَوَى،
وَحَنِينُ إِرْبِدَ تَارَةً يَنْتَابُ.
………..
سَلَبَتْهُ جَنَّاتُ الرِّيَاضِ
وَلَيْلُهَا الْمِنْسَابُ
وَتَنَازَعَتْهُ بَدَلَهَا الْأَهْدَابُ.
وَكَمِ اسْتَبَدَّ بِقَلْبِهِ
قَمَرٌ غَشَّتْهُ ظَلَالَةٌ وَنِقَابُ.
……………
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الَّذِي أَفْنَى يُحِبُّ،
وَيَنْتَقِي، وَيَجُوبُ…
هَلْ آنَ رَحْلُكَ أَنْ يَؤُوبَ؟
وَهَلْ نَوَتْ نَفْسٌ
يُهَدْهِدُهَا النَّوَى فتثوب؟
…………
فَمَضَى نَهَارُكَ وَانْقَضَى
مِنْكَ الْكَثِيرُ…
وَغَادَرَتْكَ مَرَابِعٌ وَدُرُوبُ…
لَكِنْ سُقِيتَ مِنَ الرِّيَاضِ
وَأَهْلِهَا عَذْبَ الرَّحِيقِ،
وَشَاغَلَتْكَ قُلُوبُ.
........،،،
وَخَلَعْتَ فِيهَا كُلَّ ضِيق
وَأَلِفْتَ مَعَ أَوْفَى صَدِيق
فَلِمَاذَا تَبْرَحُ زَهْرَهَا؟
وَلِمَاذَا تَهْجُرُ وَصْلَهَا؟
وَنَخِيلُهَا الْمَغْرُوسُ فِي
جَنْبَيْكَ يَثْنِي الْعَزْمَ عَنْ
قَصْدِ الْإِيَابِ.
وَدَلَالُ قَهْوَتِهَا الْعِذَابُ
وَتَمْرُهَا،وَعُطُورُ آنِيَةٍ… تَدُورُ
عَلَى الْحُضُورِ،
فَيَنْتَشِي مِنْهَا الصِّحَابُ.
..........
قَالُوا: تَسَعْوَدَ… وَاسْتَجَابَ لِقَلْبِهِ،
أَيَعُودُ؟ أَمْ ....
قَدْ أَغْلَقَ الْعِشْقُ الْحُدُودَ؟
وَنَازَعَتْهُ عَلَى الإياب نَوَاظِرٌ
وَقُدُودُ…
أيعودُ أم ألِفَ النوى..
غَلَبَ الجحودُ..؟
أيعودُ أمْ....
أثملْ حشاشته الصدودُ ؟
مَا بَيْنَ إِرْبِدَ وَالرِّيَاضْ
تَنَازَعَتْ شَوْقِي الْحِيَاضْ
وَسَوَادُ لَوْنِ الْغُرْبَةِ الْمَحْزُونُ
أَجْلَتْهُ السُّنُونُ
وامتَعَتْ عينيه
أَثْوَابُ الْبَيَاضُ