ملك الإنسانية أدهش العالم بخطاب ألقاه شفهيًا في الأمم المتحدة
المهندس مازن الفرا
25-09-2025 03:04 PM
في لحظة إنسانية مؤثرة، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خطاباً شفهياً أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعيد إلى المنبر الأممي صوته الصادق المدافع عن الحق والعدالة، وليؤكد أن الأردن سيبقى منارةً للضمير الإنساني في عالم مضطرب.
مأساة غزة وحق فلسطين
استهل جلالته كلمته بتوصيف دقيق للمعاناة الإنسانية في غزة، حيث القصف العشوائي، ودمار المستشفيات والمدارس، واستشهاد عشرات الآلاف، بينهم آلاف الأطفال. وقال بلهجة حاسمة:
«إقامة الدولة الفلسطينية ليست مكافأة، بل هي حق لا جدال فيه.»
وأكد أن ما يحدث في غزة ليس سوى عقاب جماعي مرفوض، وأن استمرار الصمت الدولي خيانة للقيم التي تأسست عليها الأمم المتحدة.
القدس خط أحمر
بصفته الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حذّر جلالته من العبث بالوضع التاريخي والقانوني للمدينة المقدسة، قائلاً:
«العبث بالوضع الحساس في القدس سيتسبب بتفجير صراع عالمي.»
وشدد على أن حماية القدس ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل واجب المجتمع الدولي كله.
الأردن… موقف إنساني ثابت
استعرض الملك الدور الإنساني للأردن في دعم غزة، مشيراً إلى أن بلاده كانت وما تزال مركزاً رئيسياً لإيصال المساعدات. وقال بفخر:
«أنا فخور بجيشنا العربي الذي يخاطر تحت النيران لإغاثة أهل غزة.»
ليبرهن أن الأردن، رغم موارده المحدودة، يبقى كبيراً في عطائه ومواقفه الإنسانية.
السلام العادل هو الهدف
وجّه جلالته نداءً صريحاً للمجتمع الدولي بوقف فوري لإطلاق النار، وتأمين الممرات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، ودعم إعادة إعمار غزة. وأكد أن:
«القوة ليست أساساً للأمن، بل مقدمة لعنف أكبر.»
مبيناً أن الأمن الحقيقي لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمان وسلام إلى جانب إسرائيل.
خصال قائد ورسالة إنسانية
خطاب جلالة الملك لم يكن مجرد موقف سياسي، بل شهادة على خصاله القيادية:
صدق الكلمة وجرأتها.
التمسك بالعدالة فوق المصالح.
الدفاع عن حقوق الإنسان قبل أي اعتبار.
حماية المقدسات كواجب تاريخي.
القيادة الأخلاقية التي تضع السلام غاية والإنسان محوراً.
«الوقت قد حان»
ختم جلالته خطابه بجملة موجزة لكنها بليغة:
«الوقت قد حان.»
جملةٌ لخصت جوهر رسالته للعالم: أن ساعة العدالة لا يمكن أن تؤجَّل، وأن السلام العادل لم يعد خياراً بل ضرورة إنسانية وسياسية وأخلاقية.
بهذا الخطاب، أثبت جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن ليس مجرد دولة صغيرة في قلب المنطقة، بل هو صوت كبير للإنسانية، وقائد عالمي يضع الحق فوق القوة، والعدالة فوق السياسة.