في كل أسبوع، ومع إشراقة فجر الجمعة، تتزين قلوبنا قبل رسائلنا بالتحايا والدعوات، ونُسارع إلى إرسال كلمات “جمعة مباركة” إلى الأهل والأصدقاء. كلمات قصيرة، نُحاطها بالصور المزخرفة والألوان المبهجة، حتى أصبح الشكل أحياناً يغلب على المعنى. لكن، هل تساءلنا يوماً: ما الذي نريد أن نوصله حقاً وراء هذه العبارة المتكررة؟.

الجمعة ليست يوماً عادياً، بل هي نافذة من نور، يوم اصطفاه الله ليكون عيداً أسبوعياً، فيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء، وفيه تجتمع القلوب على ذكر الله، وتتوحد الأرواح بالدعاء لبعضها البعض بالخير والرحمة. إن “جمعة مباركة” ليست مجرد تحية، بل هي وعدٌ صادق بأننا نتذكركم في هذا اليوم، وندعو لكم بالبركة والسكينة، وأننا رغم بعد المسافات، نلتقي في فضاء واحد هو فضاء المحبة والإيمان.

الجمعة تحمل في طياتها معاني التسامح، فرصة لتجديد الصلة بالله، ومصالحة النفس، وفتح صفحة نقية مع من نحب. إنها دعوة لترك الأعباء خلفنا، والتخفف من ضجيج الحياة، وتذكير بأن ما يبقى فعلاً هو الدعاء الصادق، والقلوب التي تتواصل في الخفاء قبل العلن.

فلنجعل من رسائل الجمعة رسائل حياة، نغرس بها الأمل ونوقظ بها الخير. ولنجعل من “جمعة مباركة” بداية لحكاية دفء، ونداء حب، ودعوة لأن تكون قلوبنا عامرة بالسكينة، وأيامنا جميعها.