عمون - روى اللواء المتقاعد الطبيب عادل الوهادنة قصة الفزعة الملكية لنصرة مرضى غسيل الكلى :

كنتُ مديرًا لمستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال، حين تلقيت اتصالًا من الشركة المزوِّدة لأنابيب غسيل الكلى، تُبلغنا فيه بأنها أوقفت صناعتها، ما يعني أن الأجهزة القائمة ستغدو بلا فائدة. وفي خضم هذا الموقف العاجل، اتصل بي مديرنا العام – أطال الله في عمره – ليخبرني أن العطاء قد تم، لكنه لم يتضمن حصة مخصصة للأطفال، وبالتالي فإن المستشفى غير قادر على توفير هذه المستلزمات، وطلب مني أن أبذل ما بوسعي لتجاوز هذه الأزمة.
كان الطلب مفاجئًا، والظروف بالغة الصعوبة، غير أنّ كرم الله أولًا، ثم كرم الهاشميين والطيبين من الأردنيين، لا يتأخر أبدًا. توجهت إليهم جميعًا عارضًا القضية، فما سمعت إلا كلمات مطمئنة: “ابشر”، و “ما تشيل هم”.

وبفضل هذه الروح الكريمة، وخلال ثلاثة أشهر فقط، وقبل أن تنفد الأنابيب القديمة، كان لدينا قسم جديد متكامل بتبرع كامل؛ تضمن ١١ جهاز غسيل كلى حديثًا، وتطويرًا شاملاً للمركز، وإضافة قسم عزل، واستراحة تليق بكوادر التمريض وجهودهم التي لا ينكرها إلا جاحد، إلى جانب استراحة مهيأة للمرضى، وموقع ميكانيكي جديد يخدم البنية التحتية.

توالت رسائل المولى عز وجل في هذه القصة؛ وكل الشخصيات التي أسهمت فيها حقيقية وما زالت بيننا. ولم أكن يومًا إلا مؤمنًا بأن الله يحب هذا البلد كما نحبه، وأنه يحميه كما نحميه. وإن مستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال هي نعمة من الله، سعى بها الهاشميون الكرام حتى غدت واقعًا مشهودًا.