facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن الجديد .. البُعد الاقتصادي من منظور حزب المحافظين


د. بركات النمر العبادي
29-09-2025 11:42 AM

إذا كان مشروع الأردن الجديد يمثل الرؤية الوطنية الأشمل للتحديث ، فإن حزب المحافظين يسعى لإعادة قراءته من زاوية تحفظ التوازن بين الهوية الوطنية و التجديد الاقتصادي ، فالاقتصاد في فلسفة الحزب ليس مجرد أداة للنمو ، بل هو جوهر السيادة الوطنية ، ومصدر لكرامة المواطن.

التشريعات كإطار للعدالة الاقتصادية

ينطلق الحزب من قناعة أن تحديث الاقتصاد يبدأ من تحديث التشريعات ، فالقوانين الضريبية يجب أن تكون عادلة ، تسهّل نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، وتُشجع الاستثمار المحلي والأجنبي دون أن تتحول إلى أداة للتمييز أو الاحتكار ، فالتشريع هنا ليس مجرد نصوص قانونية ، بل عقد اجتماعي جديد يُعيد التوازن بين الدولة والمجتمع ، لطاقة والاستقلالية الاقتصادية

يرى الحزب أن الاستثمار في الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) واستغلال الصخر الزيتي والخامات الطبيعية هو حجر الأساس لبناء اقتصاد مستقل. فلسفيًا ، يربط المحافظون بين الطاقة والهوية الوطنية : فالدولة التي تُنتج طاقتها بكرامة ، تُنتج معها استقلال قرارها السياسي.

المشاريع الصغيرة وريادة الشباب

المحافظون يعتبرون أن الشباب والمرأة ليسوا فقط مكونات اجتماعية ، بل هم رأس المال الحقيقي للأردن الجديد ، ومن هنا يركز الحزب على دعم المشاريع الصغيرة والابتكار، وإقامة حاضنات أعمال ، وربط الجامعات بالقطاع الإنتاجي ، بهذا ، يتحول المواطن من مستهلك يعتمد على الدولة إلى فاعل اقتصادي يصنع قيمته بيديه.

التوازن التنموي بين المحافظات

يدرك الحزب أن العدالة لا تتحقق فقط عبر توزيع الفرص داخل العاصمة ، بل عبر شمول الأطراف والريف والبادية ، لذلك ، يقترح إنشاء مراكز اقتصادية في المحافظات ، وتقديم حوافز للمستثمرين كي يتوجهوا إلى المناطق الأقل نموًا ، وهكذا تُترجم الهوية الوطنية إلى انتماء متساوٍ في كل الجغرافيا ، لا يُقصي أحدًا ولا يُهمّش منطقة.

الأمن الغذائي كركيزة للكرامة

الغذاء في فكر المحافظين ليس مجرد سلعة اقتصادية ، بل رمز للسيادة فالأردن الجديد لا يمكن أن يكون مستقلا سياسيًا إذا كان تابعًا غذائيًا. لذلك ، يركز الحزب على دعم الزراعة الذكية ، حماية المنتج المحلي ، وبناء صناعات غذائية متكاملة ، إن تأمين الخبز والماء هو تأمين للهوية الوطنية ذاتها.

الشفافية ومكافحة الفساد

وأخيرًا ، يدرك الحزب أن أي تحديث اقتصادي سيتلاشى إذا لم يكن مؤطرًا بالشفافية والنزاهة ، ذلك ، يشدد على نشر العقود والمناقصات ، وتفعيل الرقابة ، وتجريم الفساد بأعلى درجات الحزم ، فالاقتصاد بلا شفافية يُصبح وسيلة لاحتكار القلة ، أما مع الشفافية فيتحول إلى فضاء عادل يشارك فيه الجميع.

وفي الختام إن مشروع الأردن الجديد كما يراه حزب المحافظين ليس مجرد تحديث اقتصادي أو معالجة لأزمات راهنة ، بل هو محاولة لصياغة فلسفة جديدة للوجود الوطني. فالاقتصاد هنا يُفهم على أنه البنية التحتية للسيادة و المعبر نحو هوية وطنية محصنة ؛ إذ لا يمكن لمجتمع أن يُعرّف ذاته ككيان مستقل إذا كان معتمدًا على الخارج في قوته وموارده.

وبهذا المعنى ، يصبح الاستقلال الطاقي و الاكتفاء الغذائي و الإنتاجية الوطنية ليست مجرد سياسات قطاعية ، بل شروطًا أنطولوجية لوجود الدولة الحديثة في الأردن ، فالمواطن الذي يُشارك في إنتاج طاقته وغذائه وفرص عمله ، إنما يُشارك في صياغة معنى الوطن ذاته.

إن حزب المحافظين يطرح معادلة فكرية – عملية قوامها:

• أن المواطنة الحقيقية لا تتحقق إلا حين يقف الفرد شريكًا في بناء الاقتصاد لا عالة عليه.

• وأن العدالة الاقتصادية بين الأقاليم ليست إجراءً تنمويًا، بل تأسيسًا لوحدة وطنية راسخة.

• وأن الشفافية والنزاهة ليست فقط أدوات إدارية ، بل هي الشرط الأخلاقي لشرعية الدولة واستمرارها.

هكذا يُعاد تعريف الأردن الجديد لا كأرض أو حدود أو جهاز إداري ، بل كـ فضاء مشترك للقيمة والمعنى ، حيث تتكامل الهوية الوطنية مع الاقتصاد المنتج ، والسيادة مع التنمية ، والتاريخ مع المستقبل ، إن هذا التصور المحافظ يجعل من الاقتصاد ليس هدفًا نهائيًا ، بل وسيلة لإعادة صياغة العقد الاجتماعي الذي يحفظ للأردن مكانته بين الأمم ، وللمواطن كرامته في الزمان والمكان.

حمى الله الاردن وسددعلى طريق الخير خطى قيادته وشعبه

* ( الانطلوحيا تعبير فلسفي : يبحث في طبيعة الأشياء، الكائنات، وما الذي يجعل شيئًا ما موجودًا أصلًا او غير ذلك ).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :