facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شذرات الروابدة والهوية الأردنية


د. حنين عبيدات
01-10-2025 11:23 PM

في شمال المملكة في عاصمة السياسة و الثقافة (إربد) أقيم حفل توقيع لكتاب دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة ( شذرات من تاريخ الأردن) و كان عنوان الحفل الأبرز هو (الهوية الوطنية الأردنية) و هذا ما كان بيِّنًا في محتوى الكتاب و مضمونه على المستوى التاريخي و الثقافي و السياسي و الحضاري للأردن.

في كتاب (شذرات من تاريخ الأردن) و هذه الشذرات هي قطع من الذهب تضيء تاريخ الأردن المشرف و الكبير، و نوراً يسلَّطُ على الأردن بتاريخه و حضاراته و ثقافاته و نشأته و شعوبه.

تجلَّت الحروف و هي تخُطُّ عن الأردنِّ بكل صدق و عنفوان، و تناغمت الكلمات لتسطر لنا من المجد و القوة و السؤدد سطوراً متتابعة لا تهدأ من فيض المضمون و لا ترقد من انهمار الحقائق و الوقائع ؛ لأنها بنيت بحجارة الأساس و ثُبِّتَت بأوتاد مستقرة و راسخة ، فكونت توليفة تحمل اسم وطن بهوية تاريخية لا تنضب و لا تستبدل بل قائمة و باقية ؛ضاربة في التاريخ و الحاضر و المستقبل.

لم تكن شذرات عبدالرؤوف الأردنية، شذرات عابرة، بل وضحت مفهوم : ( من لا يعرف الأردن تاريخيا وحضاريا لن يفهم هويته بتفاصيلها و مكانتها، و من لا يفهم تاريخه لن يتشبث بهويته الوطنية الأردنية ،فالماضي أساس للحاضر و المستقبل) .

الهوية الوطنية الأردنية حاضرة بين ثنايا شذرات عبدالرؤوف الأردنية ، باعتزاز في الجذور ، و بناء للحاضر ، و رسم ملامح للمستقبل، من هذه الهوية بحث عن الأردن القديم الذي له مساحات واسعة في عصور ما قبل التاريخ و عصور التاريخ و ما بعدها من الحضارات و الثقافات العربية و الإسلامية، و منها تشكلت شخصية الشعوب و الممالك و الحضارات التي سكنت الأردن، و منها تكونت الثقافة المجتمعية و العلمية و التاريخية، ومنها بسط الأردن كفيه ليحمل العروبة بأمانة ، و منها يضمد الأردن جراح العروبة المكلومة ، إنها الهوية الوطنية الأردنية العظيمة التي نقرأها في كل زاوية من زوايا هذا الكتاب بسمو و رفعة محافظين عليها بقناعة ؛ لأنها كياننا و سر تكويننا كأردنيين .

في كتاب (شذرات من تاريخ الأردن) كان مواظبا د. الروابدة على السرد التاريخي للأردن في كل العصور القديمة و الممالك السامية والعصور الحديثة، و دوره في كل المجالات السياسية و العسكرية و الثقافية و انعكاس ذلك على المنطقة العربية (الآسيوية).

عرض الكتاب كل ما يخص الأردن و ذكر الغزاة الذين غزوا الأردن (العبرانيون، الهكسوس ،الفرس، الرومان ،اليونان و غيرهم) ، و سرد كيفية تكوين مدنا رومانية اتحدت في حلف الديكابوليس و الذي يضم (بيسان، طبقة فحل، جرش ،إربد ،ايدون ابيلا ،بيت راس، درعا ،بصرى ،عمان دمشق،أم قيس).

سرد الكتاب تاريخ الأنباط و ماقبلهم من الحضارات و أسباب الهجرات العربية التي كونت مدنا و ممالك( الأدومية ،المؤابية و العمونية و غيرها) ، و عرض الكتاب صورا و حقائق عن الأردن في العهد الإسلامي، الفتوحات الإسلامية و العهد النبوي و الراشدي و ما تبعهم من عهود أموية و عباسية و أيوبية و مملوكية و غيرها ، و مكانة الأردن بما تعرضت له المنطقة من حملات صليبية.

وكتب د. الروابدة عن غنى الأردن بالحضارات المتعددة ذات الشواهد التي مازالت قائمة ،كمواقع بعض معارك المسلمين و مقامات الأنبياء و الصحابة.

أشار الكتاب على بداية العهد العثماني و نهايته و تأثيراته على بلاد الشام ومصر، و نهايته كانت بانطلاق الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي.
ثم استعرض الكتاب كيفية تأسيس إمارة شرق الأردن بقيادة الأمير عبدالله الأول بن الحسين.

كتب الروابدة ، عن كل المتغيرات و المحطات و التحديات التي واجهت الأردن منذ تأسيس الإمارة إلى الآن ( الإنتداب، و الحركات التحريرية و السياسية و المجتمعية) ، و دور الهاشميين في حماية وطن عظيم بشعبه و أرضه و هويته.

كتب الروابدة عن تسلسل حكم الملوك الهاشميين على الأردن ،من جلالة الملك عبدالله الأول (المؤسس) وحادثة إغتياله ، إلى الملك طلال و الملك الحسين ودوره السياسي في الأحداث الكثيرة التي طرأت على الأردن بسبب الصراعات الإقليمية المحيطة و أهمها القضية الفلسطينية .

لم يغفل الروابدة في كتابه عن العلاقة بين فلسطين و الأردن ضمن إطار القضية الفلسطينية و دور الأردن المحوري في الدفاع عن فلسطين قديما و حديثا ، ولكم جزءا منها ، عندما واجه الأردنيون في معركة تل الثعالب محاولات احتلال اليهود لفلسطين بمباركة إنجليزية - فرنسية ومنهم ، أول شهيد على أرض فلسطين كايد مفلح عبيدات و رفاقه بالإضافة إلى المجاهدين الذين جاهدوا من أجل فلسطين في ذات المعركة مثل (الزعيم عزام جبر عبيدات) و كانت هذه المعركة نتيجة لمؤتمر قم الذي عقده وجهاء من نواحي شمال الأردن.

وكتب الروابدة عن دور الهاشميين في احتضان القضية الفلسطينية بكل ثوابتها و تحولاتها و متغيراتها و ظروفها و الدور الأردني الرئيسي في الدفاع عن فلسطين و الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس.

و كتب الروابدة في كتابه عن بعض التحولات الدستورية التي طرأت على الدستور الأردني حتى عام (2022) م بما تتضمنه المرحلة السياسية من متغيرات و كتب عن نظام الحكم و الحياة البرلمانية و تطرق لبعض القضايا العربية و الإقليمية الأساسية و التي كان الأردن جزءا منها أو محوريا فيها .

كتاب د. الروابدة فيه الكثير عن الأردن ودوره في التاريخ و الحاضر ، قرأته بشغف و استمتاع ، قناعة مني بأن الأردن و هويته أولا، لذلك علينا أن نحافظ على وطننا و نكن له سياجا أمينا منيعا في ظل قيادتنا الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم (عميد آل البيت) و ولي عهده الميمون سمو الأمير الحسين بن عبدالله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :