يأتي أيلول هذا العام، حاملاً معه أزمة طال أمدها، في غزة، أزمة أتعبتنا مشاهدها، وعبرت عن ذاتها بكل تعب، وبتنا نتطلع إلى شتاءٍ طويلٍ يعوض شيئا من هذا الخراب كله، والظلم الذي وقع في غزة.

في منطقتنا بداية الخريف طالمت حملت الدلالات التي تذكر والتي تمحى، ولكن، أصدق ما فيه هذا العام أن الأزمة تشتد في غزة، والمنتظر هناك مآلات وانفراجات تقدمها خطة ترمب للسلام.

وهي خطة مثقلة بعناوين غير مرضية، ولكنها المرجوة لإنهاء الحرب، وحتى يبدأ الخلاص من نتنياهو، وهو الذي يعتاش على الدماء، وبات كله شر بما يحمله من خراب.. وقبول الخطة هو أهون الشرور.

ورغم كل المشهد "السوداوي"، إلا أن هناك انفراجة في سوريا، بعد أكثر من نصف قرن من دوامة الظلم، وما تبعها من حرب عقد ونصف العقد، ورغم التداعيات وما يقوله كثر.. ممن يريدون محاسبة تجربة هي اليوم لم تكتمل بعد.

احياناً، يأخذك تأمل الماضي والحاضر، في هذا الشهر الذي هو تحولٌ يعبر عن مقدرة الطبيعة على فرض أدبياتها علينا، في ضرورة أن نتطلع إلى كيفية أن نتكيف مع ظروف صعبة، وأن نستعد دوماً لأن نجابه أي مطر أو عاصفة تشتد.

واليوم، وأمام مشهدنا السياسي المتعب، وما تفرضه متغيرات اقتصادية واجتماعية عميقة التحول، فإننا ما زلنا إلى مزيد من التأمل في الدروس.

فعصر التكنولوجيا والتواصل الرقمي بات يأخذ كل أوقاتنا ويصرفنا عن التأمل، إلى السرعة، وبتنا فيه نريد سلق كل شيء ليس أعصابنا وحسب، بل وحتى كلماتنا، عل مطلع الخريف يغير إلى حال أفضل!