facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معاناة المرور واحترام القانون (2)


م. عبدالفتاح الدرادكة
02-10-2025 07:22 PM

كنت قد كتبت سابقًا في هذا الموضوع، وتشرفت آنذاك بتعليق الكاتب والقانوني الكبير الأستاذ محمد الصبيحي، الذي أعتز بمتابعته. فقد أكد على همجية بعض السائقين الذين لا يلتزمون بطوابير السيارات عند الإشارات أو الدواوير، وكأن على رؤوسهم ريشة تخوّلهم ضرب القيم والأخلاق عرض الحائط. هؤلاء أبعد ما يكونون عن المقولة: “قيادة السيارات فن وذوق وأخلاق”.

اتفقنا حينها أن متابعة هذه الحالات كفيلة بضبط المخالفين ببند تغيير المسرب. لكنني أجزم – وآمل أن أكون مخطئًا – أن هذه المخالفة نادرًا ما تُسجّل أساسًا، رغم خطورتها.

المعاناة مع المرور مستمرة، لكن ما استوقفني هذه المرة هو تعليقات القرّاء. فقد أشار بعضهم إلى ممارسات بعض رقباء السير الذين يوقفون السيارات في الشوارع الفرعية لفترات طويلة مبالغ فيها. ومع كامل الاحترام لدورهم الصعب في مواجهة الحر والبرد و”زناخة” بعض السائقين، إلا أن تجاهل الطوابير المتراكمة خلفهم يزيد المعاناة. المطلوب ببساطة تحقيق التوازن: فبدل إيقاف طابور طويل، يمكن السماح بمرور مركبة مركبة من الشارع الفرعي بدلا من حجزهم لفترات طويلة والسماح لهم بعد ذلك من الدخول مرة واحدة مما يربك ويكون هناك تداخلا قد يزيد مشكلة انسياب المرور تفاقما ، علما ان السماح لمركبة مركبة يخفف مدة الانتظار دون أن يتأثر انسياب الحركة في الشارع الرئيسي. واعتقد ان هذه الحالة تتطلب دراسة للوصول الى بدائل ان امكن وذلك لمعاناة الكثيرين من هذه الظاهرة.

مشكلة أخرى تتمثل في الحافلات الصغيرة (الكوستر) التي تعمل على خطوط النقل العام. فسائقوها يقودون بطريقة استفزازية، يدخلون فجأة بين الصفوف، يضربون بأولويات المرور عرض الحائط، ويتوقفون بشكل مفاجئ من أجل راكب واحد حتى في أماكن غير مهيأة للتوقف. بعضهم يتعمد مضايقة السائقين الآخرين أو افتعال احتكاك طفيف لإجبارهم على الدخول في “كروكي” حادث طمعًا في تعويضات التأمين. يضاف إلى ذلك رعونة بعض “الكونترولية” في أسلوبهم مع الركاب، وهو ما جعل الكثير من الأسر الأردنية تمنع بناتها من استخدام هذه الحافلات.

ولذلك تضطر العديد من الأسر إلى شراء سيارات خاصة – غالبًا للبنات أو لربة الأسرة – تجنبًا لمضايقات النقل العام، وهو ما ساهم في تفاقم الازدحام. فالطرقات تمتلئ بسيارات يقودها شخص واحد، ولو وُجد نظام نقل عام منظم وملتزم بالمواعيد لفضّله كثيرون توفيرًا للوقت والوقود والجهد النفسي الناتج عن همجية بعض السائقين.

في المقابل، لا بد من الإشادة بمشاريع النقل الحديثة مثل الحافلات الكبيرة بين المدن و”الباص السريع”، التي نأمل أن تعيد الثقة المفقودة بالنقل العام وتخفف الضغط عن الشوارع.

إن ما أطرحه في هذه المقالات ليس تشهيرًا ولا نقدًا لمجرد النقد، بل هو نقد إصلاحي هدفه لفت الانتباه إلى ثغرات يمكن معالجتها. فنحن في بلد ينعم – والحمد لله – بالأمن والحرية والإنجازات في مجالات الصحة والهندسة والزراعة والصناعة، غير أن بعض البلطجة في قيادة السيارات ، والمحسوبيات، وغياب احترام القانون، تبقى نقاطًا سوداء نرجو أن يمحوها الزمن.

والله من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :