شبح القسّام يتحدّى ترامب: معركة غزة تقترب
م. وائل سامي السماعين
03-10-2025 07:33 PM
منذ أن صعد إلى الواجهة بعد اغتيال محمد السنوار، بات اسم عزّ الدين الحداد يتردّد كأكثر الشخصيات نفوذًا داخل قطاع غزة وهو الذي يستأثر بقرار الحرب والسلم في غزة. الرجل الذي يلقّب بـ"شبح القسام" بسبب سرّيته وقلّة ظهوره العلني، تحوّل في غضون أشهر إلى صاحب الكلمة الفصل في قرار الحرب أو السلم.
الحداد، المعروف بكنيته "أبو صهيب"، تولّى قيادة كتائب عزّ الدين القسام في أيار/مايو 2025، ليصبح القائد العسكري الأعلى لحماس في غزة. هذا المنصب يمنحه سلطة شاملة على البنية العسكرية والعمليات الميدانية، بما في ذلك ملف الرهائن الذي يُعتبر الورقة الأكثر حساسية في المفاوضات.
في 6 أكتوبر 2023، قبل يوم واحد من انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، اجتمع الحداد سريًا مع قادة كتائبه ووزع عليهم وثيقة أوامر نصّت على أسر أكبر عدد ممكن من الجنود الإسرائيليين في الساعات الأولى ونقلهم إلى غزة، مع إلزامية البث المباشر للعملية لاستغلالها إعلاميًا، بالإضافة إلى مهاجمة المستوطنات والكيبوتسات.
خلافًا للسنوات السابقة حيث كانت القيادة السياسية في الخارج – الدوحة وأنقرة – تمسك بمفاتيح القرار، اليوم أصبح الداخل الغزّي هو مركز الثقل. عزّ الدين الحداد، بشبكة أوامره الميدانية وسيطرته على الوحدات، هو الذي يقرر:
• هل تُستأنف المعركة أو تُهدأ الجبهة؟
• هل تُعطى فرصة لمبادرة الوساطة أم تُرفض؟
• هل يُطلق سراح رهائن أم يُستخدمون كورقة ضغط إضافية؟
السياسيون في الخارج ما زالوا يتحركون على المسرح ، لكنهم بلا قوة إلزام. لا صفقة تُبرم ولا تهدئة تُقر ما لم يوافق عليها الحداد وقيادته العسكرية. حتى الوسطاء الإقليميون – مصر وقطر – رغم نفوذهم المالي والجغرافي، يجدون أنفسهم مجبرين على التعامل مع "القرار العسكري" الذي يحتكره الحداد.
في غزة الآن، اختزلت سلطة اتخاذ القرار في قبضة رجل واحد — عزّ الدين الحداد المحاصر داخل مدينة غزة . طالما بقي «شبح القسّام» حياً وممسكاً بالمفاصل، فإن مستقبل القطاع مرتبط بخياراته، ويُرتقب أن يختار هو ومن يقف إلى جانبه الموت قبل أن يقبلوا الاستسلام.
waelsamain@gmail.com