لا أحد ينكر دور الأردن الكبير منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة، والمحاولات الاردنية التي لم تتوقف باتجاه وقف العدوان الإجرامي، ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي طالت الأهل في القطاع.

اليوم يستمر الأردن في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للوصول إلى نهاية توقف آلة القتل والدمار والتجويع، وما قبلت به المقاومة في غزة كان محط تأييد رسمي أردني، الهدف منه إحباط كل المخططات الرامية للتهجير، وبقاء المواطنين على أرض غزة ، والبدء بمرحلة جديدة، حيث يقف الأردن على رأس الدول الداعمة لإيجاد حل بعد عامين من العدوان الظالم.

خطة ترامب لاقت تأييدا من الجميع ، ولكن هناك علامات استفهام يجب الوقوف عندها للوصول إلى حقائق مازال يكتنفها الغموض وعدم الايضاح او حتى التطرق إليها، فما نريده جميعا لا يشمل غزة فقط بل كل هذه المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني.

الخطة المذكورة لم تتطرق إلى الدولة الفلسطينية ، والمفاوضات القادمة فيها الكثير من الغموض ، وموضوع الضفة الغربية غائب تماما، حتى القدس ليس لها وجود في الخطة ، ولذلك فإن أية حلول قادمة يجب أن تشمل كل ذلك لوضع حد لعدوان صهيوني قد يتجدد في أي لحظة.

ما يجري في الضفة ليس بمعزل عما يجري في القطاع، فاليمين الصهيوني يريد السيطرة الكاملة عليها، وربما العمل على تهجير أبنائها، فالقضية مازالت معقدة وتحتاج الكثير من التدخلات ووقف اليمين الصهيوني عند حدوده، من خلال الأوهام التي يعيشها.

الدور الأردني سيكون أكثر حسما خلال المرحلة القادمة، وهي المرحلة الأخطر والأهم، واجزم بأن الفلسطينيين يعلقون آمالا كبيرة على الأردن، فهو الأقرب إليهم ومن قضيتهم ، والتي هي قضية كل أردني حر شريف.

الأيام المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من الصعوبات ، وهذا متوقع جدا في ظل سياسة حكومة نتنياهو والتي حان الوقت للجمها ووضعها عند حدها ، لا بل ومحاسبتها عن كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني ، لا بل وبحق الإنسانية جمعاء.

حمى الله الأردن من كل شر ومكروه، وانزل سكينته على كل المظلومين في هذا العالم.