facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن لا يحتاج شهادة .. فالتاريخ شاهد على مجده


م. محمد العمران الحواتمة
09-10-2025 10:05 AM

الأردن... قطعة من الصخر تتحدى الزمان ، وأرض من العز لا تعرف الانكسار . وطن ولد في عين العاصفة ، واشتد عوده وهو يحرس العروبة في زمن خانها فيه كثيرون . لم يولد الأردن في نعيم ، بل ولد في النار ، وعاش على الكفاح ، وبنى مجده من العرق والدم والإيمان .
هنا أرض كل ذرة من ترابها حكاية بطولة ، وكل جبل شاهد على صبر الرجال . هنا وطن لا يملك النفط ، لكنه يملك رجالاً من ذهب ، وقيادة من نسل الهاشميين جعلت من الكرامة عقيدة ، ومن الشرف ميثاقاً ، ومن الدفاع عن الأمة واجباً لا يسقط بالتعب ولا بالسنين .

الأردن ليس دولة تبحث عن دور ، بل هو الدور ذاته ، هو الثابت حين ينهار الآخرون ، والعاقل حين يجن العالم ، والواقف حين تنحني الرقاب . في محيط ملتهب بالدمار والخذلان ، بقي الأردن واقفاً كالرمح ، لا يساوم على عروبته ، ولا يتنازل عن كرامته ، ولا يبدل مواقفه وإن جاع شعبه .

ومع ذلك ، يخرج بين الحين والآخر من يشكك ، من يطعن ، من يلوك اسم الأردن بلسان حاقد لا يعرف معنى الوفاء .
يتحدثون عن الأردن وكأنه بلد عابر ، وكأنهم نسوا أنه الوطن الذي حملهم حين أسقطتهم أوطانهم ، وآواهم حين لفظتهم الأرض ، وداواهم حين جرحهم العالم .

من فلسطين إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى ليبيا ، كان الأردن حضن العرب حين بردت القلوب ، وملاذ المظلوم حين ضاقت الأرض .
لم يسألهم عن دينهم ولا لهجتهم ولا انتمائهم ، بل قالها ببساطة لا يقولها إلا الكبار : أنتم إخوتنا قبل أن تكونوا ضيوفنا .

ومع ذلك ، يأتي من يزايد ويأتي من يتطاول ويأتي من يتهم الأردني بالعنصرية إن اعتز بإردنيته .
أي جهل هذا ؟ منذ متى صار حب الوطن تهمة ؟ منذ متى صار الفخر بالانتماء تشدداً ؟

الأردني حين يقول أنا أردني ، لا يقولها كبراً ، بل يقولها لأنه يعرف من هو ، ويعرف ماذا دفع وطنه ثمناً لمواقفه . يقولها وهو ابن جيش عربي قاتل دفاعاً عن القدس ، وسكب دماءه على أسوارها ، وسطر مجده في اللطرون وباب الواد والقدس القديمة ومعركة الكرامة .
يقولها وهو ابن وطن حمل هم فلسطين كأنها جزء من روحه ، ولم يبدل موقفه مهما تغيرت الوجوه واهتزت الموازين .

منذ حرب 1948 وحتى اليوم ، لم يكن هناك من قدم في سبيل القدس ما قدمه الأردن . آلاف الشهداء من الجيش العربي الأردني رقدوا في ثرى فلسطين ، ليقول التاريخ إن من دافع عن القدس أولاً وآخراً هو الأردن . هو من بقي على العهد حين باع كثيرون الكلام ، وهو من حمل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية كعهد مقدس لا يكسر .

القدس في عين كل أردني ليست شعاراً ، بل جرحاً مفتوحاً في القلب ، ومسؤولية في الرقاب ، ووصية من الهاشميين منذ الشريف الحسين بن علي وحتى اليوم .
وحين يقال إن الأردن قدم القليل ، فليفتح سجل التاريخ ، وليقرأ بالأسماء : كل حجر في القدس يعرف اسم شهيد أردني سقط لأجلها .

الأردن لم يبن على شعارات، بل على مواقف. فحين باع البعض كرامته ، تمسك الأردن بشرفه وحين صمت الآخرون عن فلسطين ، تكلم الأردن بدمه لا بصوته فقط ، وحين انشغل العالم بالمصالح ، بقي الأردني مشغولاً بالقيم والحق والمروءة .

نحن لا نقول إننا الأفضل ، بل نقول إننا الأصدق. نحن لا نرفع صوتنا غروراً ، بل نرفعه دفاعاً عن كرامة لم تهتز يوماً . نحن شعب ولد في مدرسة النخوة ، وتربى على التضحية ، وعاش وهو يرى قيادته تضرب أروع الأمثلة في الثبات والعدل والحكمة .

فليسمع كل مشكك ، وليفهم كل حاقد :
الأردن لم يكن يوماً تابعاً لأحد ، ولن يكون . الأردن لا يخضع لتهديد ، ولا يبيع موقفاً ، ولا يساوم على شرف .
الأردن لا يخاف من قلة الموارد ، لأنه يملك أغلى من المال ... يملك النشمي الأردني ، ذلك الذي إذا غضب دوى صوته في الأرض كلها .

هذه البلاد ليست جغرافيا ترسم على خريطة ، بل كرامة تسكن في القلوب ، ودم يسري في العروق .
كل شبر من ترابها صنعه جهد ، وكل صخرة فيها تشهد على صبر شعب لم يعرف يوماً معنى الانكسار .

الأردن ليس كبيراً بمساحته ، بل بموقفه و ليس غنيا بموارده ، بل برجاله و ليس محمياً بالمال ، بل بالإيمان والوفاء .
فدعوا الحاقدين يتكلمون ، ودعوا الصغار يثرثرون ، فالأردن جبل لا تهزه ريح ، وتاريخ لا يلغيه كلام .

ارفع رأسك أيها الأردني ، فأنت ابن من إذا قال فعل ، وإذا وعد وفى ، وإذا وقف صمت الجميع احتراماً ، ارفع رأسك فأنت ابن وطن جعل من الكرامة منهجاً ، ومن الوفاء دستوراً ومن الدفاع عن القدس شرفاً لا يساوم عليه . ارفع رأسك فأنت حفيد الثورة العربية الكبرى ، ابن القيادة الهاشمية التي حفظت الأمانة وسارت بالوطن وسط النار دون أن تنكسر . ارفع رأسك لأنك أردني ، لأنك لم تساوم ، ولم تخن ، ولم تترك أخاك في العراء . ارفع رأسك لأنك من نسل رجال عرفوا أن الوطن لا يحب بالكلام ، بل يصان بالفعل والدم والوفاء .

وسيبقى الأردن ما بقيت السماوات والأرض ، وطناً للكرامة ، ومنارة للشرف ، وسيفاً مرفوعاً في وجه الزيف والخذلان . وسيبقى الأردني كما كان دائماً ، شامخاً كالسيف ، صادقاً كالقسم ، وفياً كالعهد ، لا يبدل مواقفه ، ولا يساوم على عروبته ، ولا يترك القدس ما دام فيه نفس واحد .

سلام على الأردن ، وسلام على كل من حمل اسمه بفخر واعتزاز ، وسلام على الهاشميين الذين جعلوا من هذا الوطن قلعة للعزّ ، وملاذاً للشرف ، وصوتاً للحق في زمن صمتت فيه الأصوات .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :