facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن 2026 .. نهضة الوعي


د. جاسر خلف محاسنه
10-10-2025 05:12 PM

يستقبل الأردن عام 2026 بروحٍ واثقة تجمع بين الحكمة والطموح، مدركًا أن البناء الحقيقي للمستقبل يقوم على الرؤية والعمل المتدرج. وفي مشهد إقليمي سريع التغيّر، يثبت الأردن مكانته بوصفه نموذجًا في التوازن والوعي، يجمع بين الاستقرار والحركة، وبين الواقعية والطموح، متقدّمًا نحو نهضةٍ هادئة الجذور عميقة الأثر.

تظهر في هذه المرحلة ملامح نضجٍ مؤسسي واقتصادي تفتح الطريق أمام إدارةٍ أكثر كفاءة ورؤيةٍ أكثر وضوحًا. الإصلاحات المالية تمضي بخطواتٍ ثابتة، والثقة الدولية تتوسع، ومشروعات التحديث الاقتصادي تتجه من التخطيط إلى التنفيذ. هذا الزخم يعكس فهماً متقدماً لطبيعة الدولة الحديثة التي تقوم على تمكين الإنسان، وتعزيز الإنتاجية، وصناعة الفرص. فكل خطوة تُعيد المواطن إلى موقع الفعل، وتربط بين قدرته على الإبداع ودور الدولة في تهيئة البيئة التي تحتضن هذا الإبداع.

إلى جانب التحول الاقتصادي، يبرز بعدٌ فكري وسياسي متجدد في رؤية جلالة الملك لتمكين الشباب داخل الجامعات حزبياً وفكرياً. إنها دعوة لصياغة وعيٍ جديد يجعل المشاركة السياسية امتدادًا للمسؤولية الوطنية، ومجالًا لتشكيل الشخصية الواعية القادرة على المساهمة في القرار العام. فحين يتاح للشباب أن يناقشوا، ويخططوا، ويعبروا، تتحول الجامعات إلى فضاءٍ حيويٍ للفكر الوطني وبيئةٍ تُنضج مفاهيم المواطنة والمشاركة.

التجربة الأولى للحياة الحزبية الجامعية كانت محطة اختبار مهمة. حملت روح المبادرة وأظهرت الحاجة إلى مزيدٍ من التنظيم والتأهيل، وأسهمت في بناء وعيٍ جديد لدى الطلبة بأهمية المشاركة السياسية القائمة على الفكرة والموقف. ومن رحم هذه التجربة تولد مرحلة أعمق، تتجه إلى ترسيخ الحوار، وبناء الفكر، وتشكيل نواة جيلٍ يعي أن السياسة علمٌ وإدارة، وليست انفعالاً أو شعاراً.

المرحلة المقبلة تقوم على تحويل الجامعات إلى مراكز للفكر الوطني الحديث، حيث تتكامل حرية التعبير مع الوعي بالمسؤولية، ويصبح الحوار وسيلة لتشكيل الموقف لا للمجادلة. الطالب الذي يتعامل مع السياسة بوصفها بحثًا عن الصالح العام، يتحول تلقائيًا إلى شريك في صياغة المستقبل وإدارة التحول.

هذه الرؤية تتناغم مع مشروع التحديث الاقتصادي، لأن التنمية في جوهرها مشروعٌ إنساني يقوم على قيم العدالة والإنتاج والإبداع. الاقتصاد يستمد طاقته من وعي الناس، والسياسة تكتسب عمقها من قاعدة اقتصادية قادرة. ومن هذا التلاقي تنشأ الدولة الحديثة التي تدمج بين الفكر والفعل، وبين الحرية والمسؤولية.

الأردن اليوم يتقدم بثقةٍ نحو هذا النموذج، يبني مؤسساته بعقلٍ إصلاحي، ويرعى وعي شبابه بثقافة المشاركة، ويفتح أمامهم آفاق المستقبل كجيلٍ يفكر ويعمل ويبدع. ومع تراكم الخطوات تتشكل ملامح التحول الكبير، حيث تتجسد النهضة في الوعي لا في الشعارات، وفي الإنسان لا في الهياكل.

ذلك هو الجيل الذي يصنع الدولة الحديثة. جيلٌ يرى العالم بعينٍ منفتحة، يؤمن بالحوار، ويعتبر الوطنية فعلًا مستمرًا في خدمة المستقبل. جيلٌ يكتب الغد بعقله وسلوكه، ويحوّل المعرفة إلى مشروع حياة، لتبقى الدولة في تقدّمها مرآةً لوعي أبنائها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :