facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين يدي الحكومة الشباب الأردني بين الاقصاء والتهميش


د. فاطمة العقاربة
10-10-2025 08:08 PM

يعيش الشباب، خاصة في الأردن، إحباطاً وآلاماً واغتراباً داخل وطنهم، على أمل أن تتحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في ظل أحلام وردية عاشوها أملاً في أن تتحسن أحوالهم بناءً عليها، وتتحقق آمالهم في إيجاد وظيفة جيدة، ودخل مادي معقول، وسكن آمن، وفرصة لإتمام مراسم ارتباطهم ليكون لديهم أسرة يتحملون مسؤوليتها. هنا نود الإشارة إلى مصطلح "الاغتراب الاجتماعي" وآثاره ونتائجه على الشباب الأردني.

والاغتراب الاجتماعي، أحد أخطر المشاكل التي تواجه شبابنا، بل إنه شعور أصبح ملازماً لدى الكثير منهم، نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات عدة، ولا تزال. فالبطالة تلاحقهم في كل مكان وهم عاجزون عن توفير لقمة العيش والمسكن كي يتزوجوا، وجميعها أسباب كافية لزيادة الشعور بالاغتراب، لما لهذه الظاهرة من دلالات وانعكاسات وما ينجم عنها من صراعات نتيجة للتحولات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي نعرفها، في ظل الرتم السياسي السريع الذي يجري على أرض الواقع مرتبطاً بأحداث انعكست على نفسية الشباب، مما أدى إلى الإحساس بالإحباط والشعور بالاكتئاب والاغتراب في بلدهم الأم (الأردن).

ونتيجة لعدم قدرة الأفراد على مواكبة ومسايرة هذه التطورات للأحداث وعدم تجاوز هذه الصراعات، أنتجت لدينا مشاكل اجتماعية مست مختلف حياة الأفراد التي تنم عن وجود نقص أو خلل في أمور حياتهم، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية. وبمعنى أوضح، أصبحت هذه المشاكل مرتبطة بشكل كبير ومباشر بالشعور بالنفور من المجتمع والانفصال عنه وعن الواقع؛ لعدم القدرة على التعايش مع ما يجري من تغيرات من أحداث تنعكس على حياة الشباب الأردني بشكل سلبي واضح. لذلك هو غير راض عن الأجر الذي يتقاضاه لقلته وتواضعه، رغم تمتعه بالمهارات المطلوبة لمزاولة مهن متعددة واختصاصه أيضاً الذي يؤهله بعد دراسة جامعية طويلة تجعل منه متزناً فكرياً ويسعى لتطوير نفسه.

ولكن قلة فرص العمل وعدم استغلال الشباب وطاقاته وإبداعاته بما يحقق طموحاته، هو ما يولد لديه شعوراً باليأس ويدفعه للبحث عن تدابير يائسة، أقلها محاولة العمل على أن يجد فرصة ليهاجر خارج وطنه لعل وعسى أن يجد فرصته خارج وطنه. وللأسف، كثير من شبابنا الأردني خسرنا عقولهم بهجرتهم للخارج.

والسبب الآخر هو أن الدوائر والمؤسسات الحكومية في وطننا عندما تكون لديها مشاريع تسعى لإنجازها، فبدلاً من منح الفرصة لأبناء الوطن وشبابها لتنفيذها، أو حتى البرامج المقدمة إليها بتمويل خارجي، تتركها لمجموعات عمل أجنبية أو حتى لمن ينافسوهم على أرضهم من أفراد مقيمين ولاجئين.

وطنٌ بُني بسواعد شبابه، وأفنوا أعمارهم في خدمته، يجد هؤلاء الشباب أنفسهم اليوم على هامش المشهد الوطني، مغيبين عن أولويات الدولة، وكأنهم مجرد أرقامٍ تُضاف إلى قوائم البطالة والتهميش دون أي اكتراث بمأساتهم المتفاقمة. يُقال لنا إن "الشباب هم عماد المستقبل"، ولكن أي مستقبل ينتظر شاباً عاطلاً عن العمل منذ سنوات؟ أي أملٍ بقي لمن أنهى تعليمه الجامعي ليجد نفسه يواجه واقعاً قاسياً، بلا وظيفة، بلا دخل، بلا حتى قدرةٍ على تأمين قوت يومه، وبلا طموح ولا حتى أمل في أن يكون إنساناً منتجاً ببلده، أو حتى موظفاً يحمل مسؤولية وجوده بهذا الوطن للبناء والتطور؟

وهنا نضع هذا الأمر بين يدي الحكومة لينصفوا الشباب الأردني وليكونوا أولوية أولى من اهتماماتهم بدلاً من فقدان عقول تهاجر بلدها لتجد قيمتها وتقديراً لفكرها خارج الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :