facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ستتحول حماس إلى شوكة في حلق إعادة إعمار غزة؟


م. وائل سامي السماعين
16-10-2025 05:50 PM

بعد سنوات من الحرب والمعاناة، تقف غزة اليوم أمام مفترق تاريخي: إما أن تتحول إلى نقطة انطلاق جديدة نحو البناء والسلام، أو أن تغرق مجدداً في دوامة الفوضى والانقسام. فالمعادلة لم تعد سياسية فقط، بل وجودية؛ فإعادة الإعمار باتت اختباراً لمدى استعداد الفلسطينيين والعرب والمجتمع الدولي لتحويل الألم إلى مشروع حياة.

لكنّ السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو: هل يمكن لحماس أن تكون جزءاً من الحل، أم ستتحول إلى شوكة في حلق إعادة إعمار غزة؟
منذ سيطرتها على القطاع عام 2007، فرضت حماس واقعاً سياسياً وأمنياً موازياً للسلطة الفلسطينية، مما جعل من الصعب وجود شريك فلسطيني موحّد يمكنه التفاوض أو إدارة الإعمار ضمن مظلة شرعية واحدة. الحركة ما زالت ترفض الاعتراف بإسرائيل، وتتبنّى المقاومة المسلحة كخيار دائم، وهو ما يتعارض مع متطلبات مرحلة السلام والإعمار التي تتطلب بيئة مستقرة وآمنة.

لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل الجمود الإسرائيلي وتوسع الاستيطان وعجز المجتمع الدولي عن فرض رؤية سلام عادلة، وهي عوامل ساعدت على تكريس الانقسام وتعميق نفوذ حماس باعتبارها "نتيجة" للفراغ السياسي بقدر ما هي "سبب" في استمراره.

ومع ذلك، فإن الفرصة التاريخية اليوم لا تحتمل ضياعاً جديداً. إن إعادة إعمار غزة لن تبدأ قبل توحيد القرار الفلسطيني، ولن يموّل المجتمع الدولي حجراً واحداً في ظل استمرار الانقسام وغياب الضمانات الأمنية والإدارية.

المطلوب اليوم واضح:
1.مصالحة فلسطينية جادّة تعيد للسلطة الشرعية دورها الكامل في غزة.

2.تحوّل حقيقي في نهج حماس من مشروع مقاومة مسلحة إلى مشروع سياسي وطني يلتزم بخطة السلام ونزع السلاح.

3.ضغط عربي على حماس وخصوصا من الدول التي تمولها ، للالتزام بخطة ترمب ونزع السلاح والانطواء تحت مظلة الشرعية الفلسطينية

فإمّا أن تختار حماس أن تكون جسراً نحو الدولة الفلسطينية، أو تتحول إلى شوكة في حلق إعمار غزة، لتبقى المدينة رهينة الخراب والعزلة. القرار بيدها، واللحظة التاريخية لا تنتظر المترددين.

فهل ستضع حماس مصلحة غزة وأهلها فوق مصلحة الحزب والتنظيم، وتغتنم هذه الفرصة التاريخية لتفتح صفحة جديدة من الواقعية السياسية والعقلانية الوطنية؟

فالتاريخ لا ينتظر المترددين، والشعوب لا تغفر لمن يضيّع فرص الحياة حين تأتي بعد كل هذا الألم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :